إنفلونزا الطيور على الحدود السورية
ما يزال وباء أنفلونزا الطيور يشكل أحد التحديات البيئية والصحية الكبرى التي يواجهها العالم اليوم، فهو يهدد سلامة الإنسان والكائنات الحية كافة نظراً لسهولة انتقال عدواه فيما لو تفشى. وفي سورية، يبدو الأمر خطيراً للغاية بعد أن أخذ هذا الوباء يضرب بقوة في تركيا، الدولة الجارة التي تشكل حدودنا معها، والتي تمتد لأكثر من ألف كم، أطول الحدود.
في هذا السياق تأخذ الجهات المسؤولة المسألة بالجدية اللازمة، وهذا أمر حسن، حيث يجري عبر وسائل الإعلام توعية المواطنين لمخاطر الوباء وتقديم التوجيهات والإرشادات اللازمة لتجنبه والوقاية منه، كما اتخذت كل من وزارة الصحة والداخلية مجموعة من الخطوات والإجراءات الاحترازية التي من شأنها الحد من إمكان دخوله إلى الأراضي السورية. وقد أكد مصدر مسؤول في وزارة الصحة عدم تسجيل أية إصابة مشتبهة أو مؤكدة من مرض إنفلونزا الطيور في سورية حتى تاريخه، وأضاف هذا المصدر أنه تتم يومياً متابعة الإجراءات والتعليمات بهذا الخصوص ولاسيما في المناطق الحدودية.
وطالب المصدر نفسه المواطنين السوريين التقيد بعدم الصيد إطلاقاً وخاصة الطيور البرية، ونبه مربي الدواجن والحمام عدم تركها في العراء.
وقد اتخذت المحافظات الحدودية عامة، والمحافظات الشمالية المحاذية لتركيا على وجه الخصوص إجراءات وقائية هي الأولى من نوعها من حيث الجدية والمسؤولية، ففي محافظة إدلب على سبيل المثال، وهي إحدى بوابات العبور السورية، جرت سلسلة من التدابير الاحترازية والوقائية تتعلق بالوقاية من وباء إنفلونزا الطيور والحيلولة دون دخوله عبر المنفذ الحدودي في باب الهوى من خلال القادمين من تركيا، حيث تشتمل الإجراءات التي تم اتخاذها على تدابير احترازية تتمثل في تعقيم جميع السيارات العابرة إلى القطر بواسطة المرشات الآلية، ومنع دخول منتجات الدواجن وجميع أنواع الطيور برفقة المسافرين.
واتخذت السلطات المحلية في المحافظة إجراءات تدخل تحت سقف الوقاية من هذا الوباء وتفادي وصوله إلى طيور ودواجن إدلب، ومن بين الإجراءات هذه الابتعاد عن تربية الدواجن وعصافير الزينة في المنازل وكذلك الحمام، وحذرت مصلحة الصحة الحيوانية ضمن إرشادات التوعية والتوجيه بمخاطر صيد الطيور البرية المهاجرة ومخاطر اصطياد الطيور الوافدة تحت طائلة المسؤولية.
إن قاسيون إذ تشد على أيدي كل الذين يعملون على منع دخول هذا الوباء الخطير إلى بلدنا، تشدد على ضرورة استمرار التعاطي مع هذا الموضوع بالجدية ذاتها، وعدم التهاون في المراقبة والمتابعة، ولا ضير في هذا السياق من تشكيل لجنة طوارئ مشتركة صحية – أمنية، مهمتها حماية البلاد من هذا الوباء الخطير.