المضحك المبكي.. في كلية الاقتصاد.. أين كرامة الطالب؟!!!
يبدو أن مشاكل كلية الاقتصاد بجامعة دمشق لن تنتهي ... فمن أين نبدأ؟؟ من عدد الطلاب غير المتلائم مع حجم القاعات وعددها خصوصاً وأن معظم الطلاب اختاروا أرض القاعة مجلساً لهم أو عند أقدام الدكتور؟؟ .. أم من أسعار الكتب المرتفعة رغم أن معظمها لا يدرس، ويحذف الأستاذ (الدكتور) منها ما يشاء بحجج متنوعة: قدم المناهج أو عدم أهلية الدكتور مؤلف الكتاب.. إلخ والغاية واحدة في معظم الأحيان، وهي أن يحظى هذا الدكتور أو ذاك بنصيبه المجزي جراء تنزيل وبيع نوتاته ومحاضراته الخاصة!!
أحد (دكاترة) السنة الرابعة طلب مؤخراً من الطلاب دراسة كتاب من تأليفه الخاص، ونوه إلى أنه متوفر بالمكتبات العامة بالإضافة لمحاضرات (من تأليفه أيضاً)، وأكد أن على من يود النجاح أن يقتنيها..
وتبقى المشكلة الأساسية والمؤثرة في النهاية هي أساليب التعليم الفاشلة .. حيث إنها في العموم نظرية بحتة، وتعتمد على الكم لا على النوع، وهي بعيدة كل البعد عن أي فتح لأفق البحث العلمي ..
من جهة أخرى، فإن حلقات البحث - وهي التي من المفترض أنها من نتاج الطالب ومنفذه الوحيد في هذه الكلية للتعبير عن رأيه-، هذه الحلقات تتحول إلى عبء على الطالب ومذلة له، حيث ترى الطلاب مجتمعين أمام مكتب الدكتور المعني بأعداد تزيد في معظم الأحيان عن 300 طالب، الجميع ينتظرون دورهم لتسلم حلقة البحث ومناقشتها بما لا يزيد عن 3 دقائق للطالب الواحد!!، وهكذا تفقد حلقات البحث أهميتها وغايتها.. فهذا الذي لا يعرف عن الموضوع شيئاً ونسخ حلقته من أحدى زملائه، وهذا الذي نسخها من أحد مواقع الأنترنت .. إلخ.
المضحك المبكي أن هؤلاء (الناسخون) هم من يأخذون العلامات العالية، بينما يذهب جهد وتعب الطلاب الجديين سدى، إما لأن العنوان الذي اختاروه لم يعجب الدكتور!! .. أو لأن اجتهادهم المنطلق من أرضية علمية لم ينل الرضى.. أو لأن شكل فلان أو أسلوب فلان لم يرق لصاحب الرفعة.. (الدكتور)..
من النوادر التي تحدث أحياناً، أن يقدم طالبان حلقة البحث نفسها بعنوانين مختلفين فتأخذ الأولى علامة عالية، وتحصد الثانية الفشل الذريع المصحوب بالتقريع والسخرية!! فإلى أين سيوصل العملية التعليمية الاستمرار بهذه الأساليب وهذه العقلية التي ما انفكت تدفع بجامعات الوطن وكلياته المختلفة إلى الهاوية؟؟
لقد بات من الضروري إحداث ثورة حقيقية في مجال تطهير المحافل العلمية والتعليمية من الفاسدين والعابثين واللامبالين، سواء أكانوا أساتذة أو إداريين، لأن أساليبهم وسلوكهم وذهنيتهم تدفع الكثير من الطلاب إلى حافة اليأس، وتفرغ العملية التعليمية من مضامينها، وتبقي الجهل والتخلف مهيمناً على البلاد..