إلى السيد وزير التربية: تأهيل المعلمين، أم تأهيل المتنفذين؟

وضعت وزارة التربية على عاتقها في السنوات الأخيرة عدة مهام تحديثية تهدف إلى تطوير المناهج بما يتلاءم والتطورات المتسارعة في العالم ورفع سوية المدرسين وتأهيلهم بالشكل المناسب.

صدقنا الكلام نحن معشر الدراويش وقلنا لا بأس، إن تطوير المناهج ـ سواء كان مطلباً أمريكياً أم حاجة وطنية ـ مادام يهدف إلى إفادة الطالب وتزويده بالمعارف العلمية الحديثة فأهلاً وسهلاً.

وهو حاجة وطنية بغض النظر عن مطالب الآخرين.

أما رفع سوية المدرّسين وتأهيلهم فهو حاجة وطنية بامتياز وقرار صائب لوزارة التربية نرفع له القبعة.

الإلتفاف على القرار وإفراغه من محتواه.

يبدو أن مديرية الإعداد و التدريب في وزارة التربية يفرض عليها ترشيحات أو ترشح هي من تراه مناسباً.

فمن هو المناسب حسب هذه المديرية؟

في محافظات درعا ـ حماه ـ السويداء ـ ريف دمشق، معظم المرشحين لمتابعة دراستهم في كلية التربية هم من أعضاء قيادة فرع الطلائع ومن المفرغين للحزب ـ أمناء فرق ـ أعضاء قيادة شعبة...الخ ـ المفرغين للنقابة...الخ.

ومعظهم قد تجاوز السن القانوني ـ أي فوق 45 سنة ـ ولا يمارسون عملهم كمعلم صف.

فمن منحهم الاستثناء؟ ولماذا؟

ومادامت الاستثناءات متاحة بهذه الكثرة، لماذا لا تصدرون قراراً أصيلاً بتأهيل المتنفذين وتحسين أوضاعهم الوظيفية؟

لماذا الاختباء خلف قوانين تخدم حركة التعليم وتجييرها لخدمة ذوي النفوذ؟

هل تأهيل عضو قيادة فرع طلائع أو أمين فرقة أو..الخ يخدم التلاميذ داخل قاعاتهم؟

إن أولئك المتنفذين هم أساساً خارج القاعات الصفيّة وأعمالهم إدارية فلماذا يتم ترشيحهم إلى كلية التربية؟

العارفون بخفايا الأمور يقولون إن امتحانات المرشحين من وزارة التربية هي امتحانات شكلية وبالتالي يحصلون على الإجازة الجامعية دون جهد كبير.

وهذا أفضل وأرخص من شراء شهادة جامعية من أية دولة في العالم.

إضافة لذلك فالعملية قانونية وتندرج تحت ستار التطوير والتحديث، فلماذا لا يتم استثمارها لمصالح البعض الشخصية إذ يعدلون فئتهم الوظيفية وتصبح أحلامهم في الكراسي والمناصب أيسر وأسهل.

معلمو ومعلمات صف الخاص المتضررون من هذا الإلتفاف على القانون لم يصمتوا بل رفعوا شكوى إلى وزير التربية شرحوا فيها قضيتهم وعبروا عن ألمهم وهذا نص الشكوى كما وصل إلى قاسيون..

«السيد الوزير..

سيدي الكريم، لا تعرف مدى سعادتنا عندما عرفنا أن الدولة خصصت من ميزانيتها الملايين لاستمرار متابعة تأهيل المعلمين خريجي معهد الصف الخاص، بالتفضل بالسماح لهم بمتابعة تحصيلهم الجامعي في كليةا لتربية، بشروط: العمر المناسب ـ الوجود الفعلي في القاعة الصفية ليُتاح للوزارة الاستفادة من تحصيلهم العلمي في رفع مستوى أدائهم مما ينعكس إيجابياً على أطفالنا في المدارس وعلمياً، حين ننشئ جيلاً واعياً وواثقاً بنفسه، وقادراً على التعبير عن ذاته بكل شفافية وجرأة.

ما حصل فعلياً يا سيدي الكريم:

تقويض حلمك وحلمنا على أرض الواقع في مديرية تربية دمشق، عندما تم اختيار الإداريين والموظفين العاملين في مديرية التربية والموجهين التربويين والمتفرغين للعمل الحزبي والنقابي الذين لا صلة لهم من قريب أو من بعيد بالقاعة الصفية أو العملية التعليمية.

على سبيل المثال لا الحصر: أسامة ابراهيم أمين سر السيد مدير التربية ـ سوسن حسن أمينة سر في إحدى مدارس دمشق ـ سحر عبدون متفرغة كأمينة سر مكتب عضو قيادة فرع الحزب لأكثر من ثلاثة عشر عاماً، والآن أمينة سر حاسوب في المعهد الرياضي مع أنها وللأسف، لا تعرف كيف تفتح الحاسوب أو طباعة حرف ـ عبدو سليم متفرغ للعمل الحزبي منذ أكثر من عشرين عاماً، ولم يدخل الصف طوال حياته المهنية كمعلم. حالياً يعمل أمين فرقة حزبية ويأمل بنيل الإجازة الجامعية لكي يحصل على مناصب أعلى ـ وصال بدوي موجهة تربوية ـ إياد أبو شقرا موظف في التربية والطلائع ـ عمار ابراهيم مدير مدرسة الميدان المحدثة ـ والكثير من مدراء المدارس».

نأمل أن تعيد وزارة التربية النظر في ترشيحاتها وتنصف المعلمين المؤهلين لمتابعة دراستهم لأنهم وأنتم العارفين هم بناة الأجيال وليس من مصلحة الأجيال غبنهم.

■  سامر عادلة

آخر تعديل على الإثنين, 14 تشرين2/نوفمبر 2016 12:22