السعوديون يحتفلون بعيد الجلاء.. و(سيرياتل) و(MTN) تطنّشان!
لم يكن يوماً المشترك الوطني بالنسبة لشركتي الخلوي إلا حلقة للجباية ومورداً للأرباح الطائلة، تستذكره شركته برسائلها المملة عند صدور كل فاتورة جديدة فقط، لتذكره بمأساة لا يريد استذكارها، دون أن تفرح قلبه بخصم من هنا أو عروض مجانية أو مخفضة من هناك، في الوقت الذي تفتح فيه شركات الاتصالات الخلوية عربياً وعالمياً الباب على مصراعيه لإطلاق العروض «التخفيضات» بمناسبة ودون مناسبة أحياناً، حرصاً على عملائهم، وخوفاً من لجوئهم لشركات أخرى، لكن يبدو أننا نفتقد للحلقة الأساسية المحفزة لاتباع سياسة مشابهة، وهي المنافسة الجدية والحقيقية بين شركتي الاتصالات لدينا، اللتين تقتسمان كعكة السوق الدسمة بالتراضي دون إعطاء أية قيمة للجمهور الحالي من العملاء ولا حتى للمستهدف منهم مستقبلاً..!!
وقد يقول قائل إن هذه العقلية ليست بجديدة، فما الجديد؟
إن الذي دعانا للتذكير بهذا الواقع هو إحجام شركتي الاتصالات لدينا (سيرياتل، MTN) عن إطلاق أية عروض تخفيض حتى ولو كانت المناسبة عيد جلاء المستعمر الفرنسي عن أرضنا، الذي احتفلت به.. وللمفارقة فقط نذكّر بأن شركة الاتصالات السعودية مثلاً، شاركت عملاءها أفراحهم أينما كانوا وبأي وقت، عبر تخفيضها أجور المكالمات الصوتية، والمرئية، والرسائل القصيرة، ورسائل الوسائط المتعددة بنسبة 50 بالمائة لعملاء الجوال بمناسبة اليوم الوطني للجمهورية العربية السورية، ولمدة 24 ساعة. أما شركتا الخلوي في سورية فلم تصابا بالغيرة حتى، حيث اكتفت شركة سيرياتل بعرض «رفع العتب» «دقيقة عليك ودقيقة علينا» على المكالمات بين الخطوط الخلوية فقط دون الرسائل النصية أو الصوتية أو حتى المكالمات الهاتفية عبر الموبايل مع الخطوط الأرضية، بينما لم تسعَ MTN سورية لإطلاق أية عروض في هذه المناسبة، علماً أن الأرباح الصافية التي حققتها شركة «سيريتل» في العام 2009 تجاوزت 7.3 مليار ليرة، فيما بلغت الأرباح الصافية لشركة MTN حوالي 3.4 مليار ليرة..
إن هاتين الشركتين رغم أرباحهما الكبيرة المعلن عنها قبل أشهر فقط، ورغم العرض المستفز برأينا من شركة الاتصالات السعودية، لم تهتزا أو تتحركا لتقديم أية تخفيضات حتى ولو خجلاً أو غيرة من زميل لا يشكل عليها خطراً ولا ينافسها في أسواقها، لكنه كان أكثر حرصاً و كرماً على مشتركيه.