تخديم خطَّي الغاز والمازوت بدرعا بقتل المحاصيل الزراعية
يتم الآن شق طريق جنوب محافظة درعا، على أحد جانبي خط الغاز، جارفاً الأراضي الزراعية المزروعة بأغلبها بالحنطة، وذلك بحجة تخديم خطي الغاز والمازوت، مع العلم أن الجانب الآخر مخدَّمٌ بطريقٍ تم شقه أثناء القيام بمد الخطين، ومن الممكن أن يلبي هذا الطريق الخدمات التي تحتاجها أمور الصيانة والتنقل، فما المبرر لقتل المزيد من الأراضي الزراعية الهامة، التي تستخدم لإنتاج قوت الناس، وتدعم الأمن الغذائي بالمحاصيل الإستراتيجية الأساسية؟!
وعلى فرض أن هناك حاجة ماسة للطريق من الجانبين، ألم يكن بالإمكان تأجيل تجريف هذه الأرض إلى ما بعد موسم الحصاد؟ أي شهراً واحداً على أبعد احتمال، شهراً كان سيؤمِّن للدولة عشرات إن لم يكن مئات الأطنان من الحبوب (قمح، شعير، حمص وعدس) والجزء الأكبر منها من القمح، أم أن لدينا فائضاً من هذا المحصول الاستراتيجي ولم نعد بحاجة لمزيد.
ثم من سيعوض على الفلاحين خسائرهم نتيجة هذا التجريف؟ ألا يكفيهم مرض الصدأ الذي خفض محصولهم إلى النصف، حتى تأتي الجرافات لتأكل ما تبقّى منه أيضاً؟ لا شك أن هناك تحالفاً بين مرض الصدأ وهذه الجرافات لإنتاج ذلك اللون الأصفر الشاحب الذي هو أولى علامات الموت، ذلك الشحوب الذي يلون وجه فلاحنا بعد زمان كانت تلونه سمرة الأرض.
من سيعوض على الفلاحين خساراتهم جراء هذا العمل؟ مع العلم أنه حتى هذا التاريخ لم يتم تعويضهم عن الأراضي التي أقيم عليها خطّا الغاز والمازوت (عرض 20 متراً وعلى طول الأرض)، حيث هناك فلاحون خسروا أراضيهم كاملة بسبب امتدادها الطولي مع خط الغاز، وها هي الجرافات تقضي على الأمتار الباقية منها. أم أن الذي لا يهتم لأمر الوطن لن يهتم لأمر الفلاح أيضاً؟!!
درعا ـ خلدون العزام