تحقيقات قاسيون 2010 صوت الناس كما في كل عام
أخذت «قاسيون» على عاتقها، كلسان حال للشيوعيين السوريين، ثم كناطق باسم اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، الدفاع عن كرامة الوطن والمواطن ضد ما يهدد أمن الوطن والوحدة الوطنية الداخلية، من قوى الداخل والخارج، وحملت لواء النضال بلا هوادة ولا تردد ضد السياسات الداعية لسحب دور الدولة الرعائي، وضد التفريط بالقطاع العام الذي تمارسه الحكومة بمخططات الخصخصة والممارسات الليبرالية الهدامة للاقتصاد الوطني. كما نهجت «قاسيون» نهجاً مشرفاً بمحاربة الفساد وفضح الفاسدين والمفسدين بالوثائق والإشارات المقْنِعة، وطالبت بفتح ملفات التفتيش والتحقيق، وإحالة الفاسدين إلى القضاء لمحاسبتهم والانتصار للوطن والمواطن منهم.
بين حنايا خمسين عدداً شهدها العام 2010 الذي ودعناه قبل أيام قليلة، رصدت «قاسيون» أجزاء من معاناة ومشاكل ومطالب المواطنين السوريين، في مناطق متعددة من هذا الوطن المثقل بالهموم والأزمات وتراجع مستوى المعيشة، بسبب السياسات الاقتصادية الليبرالية التي تمارسها الحكومة عبر التفريط بالقطاع العام وخصخصته غير آبهة بحل المشكلات الاجتماعية، بل وتفرض على المواطنين كل يوم ضريبة جديدة وعبئاً جديداً يضاف إلى الأعباء الكثيرة التي يواجهها المواطن في حياته المعيشية اليومية. وكان لـ«قاسيون» شرف نقل صوت المواطنين وشكاواهم ومطالبهم بصدق وأمانة، ووجهت رسائل عبر صفحاتها لكثير من المسؤولين تتضمن الكثير من الاحتياجات المطلبية الهامة والملحة، على أمل أن تلقى عند صحوة ضميرٍ آذاناً صاغية.
تحدثت «قاسيون» حول التأثير السيئ لرفع تعرفة الكشف الطبي وقصور الخدمات في القطاع الصحي، وناقشت أسباب وخطورة الواقع الصحي الفاسد، وفتحت ملفات عن تحويل التعليم إلى مؤسسات تجارية خاصة، وإهمال القطاع التعليمي، والإهمال الأكبر لواقع البنى التحتية وعدم الاهتمام بتطويرها ومعالجة مشاكلها، وتساءلت عن القضايا الأساسية والوعود التي ينتظر المواطن أن تحققها الحكومة، حول زيادة الرواتب الموعودة، ودعم المازوت الذي (طنشته) الحكومة نهائياً.
في ملفات متعددة نقلت «قاسيون» معاناة المواطنين السوريين في لقمة عيشهم اليومية، وتعرض غذائهم لأنواع الغش والمواد الفاسدة، والارتهان لقرارات الحكومة والسياسات الضريبية التي تقف وراء ارتفاع الأسعار وتكاليف المعيشة اليومية. وتدهور القدرة الشرائية لدخل المواطن السوري بسبب تخفيض الإنفاق الاستثماري الذي فاقم الأزمات المعيشية، ورصدت عن كثب تفاصيل مائدة المواطن السوري في ظل هذا الواقع، والتفاوت الكبير في الموائد بين ضفتي الحاجة والبذخ، كما رصدت الواقع المعيشي السيئ لبعض المناطق التي تعيش تحت خط الفقر الذي اتسعت شرائحه وتعمقت مؤشراته، وخاصة في ريف حلب، حتى بات المواطنون يبيعون أولادهم وقرنيات أعينهم والكلى لتوفير مصادر يعيشون منها.
وفي ملفات أخرى نقلت «قاسيون» عن أرض الواقع معاناة المواطنين وشكاواهم من بعض الأزمات التي تخلقها القرارات الارتجالية أو التنفيذ السيء لها دون متابعة من الجهات المختصة، مثل أزمة السكن والنقل والكثير من الخدمات العامة كالهاتف والكهرباء والصرف الصحي، وفتحت بعض ملفات الفساد الإداري والتجاوزات والقرارات الخاطئة والظالمة في بعض البلديات والمحافظات والإدارات، ونقلت شكاوى المواطنين المتضررين منها، ووجهت مناشدات جادة لحل مشكلاتهم ووقف المخالفات والتجاوزات ومحاسبة المخالفين للمراسيم والقوانين المتبعة، وقد تم التجاوب من بعض الهيئات التفتيشية، وتم البدء بالمساءلة في بعض المواضيع والمشاكل المطروحة، ونتمنى أن يفضي فتح الملفات والتحقيق فيها إلى وضع حد للتجاوزات والمخالفات ومحاسبة الفاسدين.
وفي كثير من الملفات الهامة والجادة، تحدثت «قاسيون» عن أبراج ومحطات تقوية الهاتف الخليوي، هذا الخطر المتدثر بثوب الحضارة والجاثم فوق رؤوس الناس، وأثاره الصحية الخطيرة، ودعت إلى إبعاده عن المناطق السكنية والتجمعات التعليمية والصحية وخزانات المياه.
هذا هو نهج «قاسيون» التي انتهجته في السابق، وهذا هو صوتها الحر الجريء، وهذا هو وعدها وعهدها بأن تواصل هذا النهج المدافع عن كرامة الوطن والمواطن، المقاوم لكل السياسات الليبرالية الداعية لسحب دور الدولة الرعائي وترك المواطن يواجه مصيره عارياً مقيداً مكشوف الظهر أمام التجار وحيتان المال الذين لا يعرفون الرحمة ولا يردعهم وازع من ضمير ولا يحركهم سوى طمعهم وجشعهم وسعيهم إلى الربح السريع على حساب لقمة عيش المواطن وكرامة الوطن.