صُور تعليميةٌ وتربويةٌ من دير الزور

نقدّم لقراء قاسيون، ولمن يهمه الأمر في الجهات الوصائية التربوية هذه «الفلاشات» الميدانية المقتضبة من المنطقة الشرقية..

مدير مدرسة (1):

قام مدير إحدى المدارس الابتدائية بالتفتيش على التلاميذ لمعرفة من غلّف كتبه ومن لم يغلّفها، وباللهجة المحلية «جلّدها»، فوجد أختين في الصف الرابع لم تفعلا ذلك فسألهما: لماذا..؟ فأجابتا بأنهما ينتظران أن يستلم والدهما راتبه.. فشنّ هجوماً كاسحاً عليهما وعلى والدهما أمام التلاميذ: «والدكما يصرف راتبه على الدخان والمشروب ولا يذهب إلى الجامع ليصلي..».. فتحولت الطالبتان إلى مادة سخرية لدى التلاميذ، وباتتا تكرهان المدرسة، وتراجع مستواهما وأمستا لا تريدان الذهاب إليها، فقدم والدهما شكوى إلى مديرية التربية، وقامت الرقابة بالتحقيق بالأمر، فأنكر المدير ذلك، واستشهد بمعلمةٍ حلفت اليمين منكرة حدوث ذلك!! بينما أكد بعض التلاميذ ذلك..

وفيما بعد تبين للرقابة أن المدير غشّاش وأنّ المعلمة «الشاهدة» هي زوجته.. وسبق أن تقدم ضدّه بشكوى لضربه التلاميذ وجرى التنازل عنها ولفلفة الموضوع والسؤال هل هذا مربٍّ؟ ومن منحه هذا اللقب؟ وعلى أي أساس؟. 

مدير مدرسة (2):

نتيجة خلافات عائلية وعشائرية بين المدير وأحد طلاب ثانوية ريفية، افتعل المدير مشادّة أدت للتعارك بالأيدي بينه وبين هذا الطالب على باب الثانوية مساءً، وخارج أوقات الدوام، حيث كان الطلاب يأتون للعب الكرة، علماً أن باب الثانوية مفتوح ويحدث ذلك يومياً لأن هناك بعض المدرسين من خارج المحافظة يسكنون فيها، وجرى تكبير القضية وتغيير مواصفاتها غشّاً أو خداعاً من جانب بعض المسؤولين والإعلام المحلي والوزارة، ونتيجتها جرى حرمان طالبين من الدراسة في جميع مدارس سورية، وحصل المدير على مكافأة وصلت لحدود الـ100 ألف ليرة، ولم يعد أحد قادراً على دحض ذلك والتراجع عنه.. علماً أن الطالبين من المتفوقين كما أكد مدير يعرفهما وكذلك بعض الأهالي من المنطقة نفسها.. ليتضح أن القضية برمتها لا علاقة لها بالمسألة التعليمية.. والسؤال: ما مصير هذين الطالبين؟ هل سيبقيان صالحين، أم سيتحولان إلى حاقدين ومجرمين بعد هذه المعاملة غير العادلة.. ونكرر السؤال ذاته الذي طرحناه بشأن المدير الذي سبقه؟ 

مدير مدرسة (3):

مدرسٌ في أحد المعاهد كان يستغل الطلاب من خلال الدورات التي يقيمها في مادته منذ أكثر من سنتين، ومن يسجل لديه ينجح، وتبين أنه كان يسرّب، ويبيع لهم الأسئلة، ووصل الأمر إلى إحدى الجهات الأمنية التي تابعت الموضوع، وجرى توقيف المدير وبعض الإداريين والمدرسين، وحسب ما روى بعض المطلعين أن المدير المعروف بطيبته عند سؤاله عن الموضوع أجاب: أنه يعرف بذلك، ونصح المدرس، ولم يستجب له، وأنه أبلغ المديرية شفهياً ولم يحاسبه أحد، وكان من المفترض أن يتمّ التنويه كتابياً لذا وقعت برأسه..

 الفيس بوك والمتعلمون:

بعد أن منّت الحكومة على الشباب بفتح صفحات الفيس بوك المراقبة أصلاً في مقاهي الشبكة العنكبوتية (الانترنت)، عاد الشباب المتعلم إليها، لكن محافظ دير الزور أصدر قراراً بإغلاق المقاهي في العاشرة ليلاً، وإحدى الجهات طلبت من الفيس بوكيين الدخول إلى صفحةِ تأييدٍ أنشأتها.. وهذا تشكيك مبطن بوطنية الناس، وسيكون ضرره أكثر من نفعه.. لأن الحس الوطني العالي لدى أبناء الشعب السوري نابع من محبة الوطن وهو لم ولن يأتي بأوامر، وإنما بتلبية مطالب المواطنين وحقوقهم.. ومن يفعل ذلك يخدع مسؤوليه أولاً  كما يخدع نفسه.. وما جرى في تونس ومصر دليل على دور المنافقين في إخفاء الحقائق والفاسدين في خراب البلاد ..

إذا وصل التردي في التعليم وغيره إلى هذه الدرجة.. ترى ألن تكون النتائج وخيمة ولا يُحمد عقباها عند أول اهتزاز محتمل؟..