إدارة مدرسة مزرعة الكشكية... تسلط وفوضى وإهمال

هل يعقل أن يقوم مدير مدرسة ابتدائية حلقة ثانية بمعاقبة تلاميذه بأن يخلعوا ثيابهم، ويبقوا بالسروال الداخلي؟ ثم يأمرهم بالجري حفاةً عراةً في باحة المدرسة، وأمام التلاميذ؟! هل يعتبر هذا المدير مربياً أم جنرالاً وقائد معتقل للتأديب؟! وأين تعلم مثل هذا التقويم للسلوك في حال وجد سلوكٌ خاطئ صدر عن التلاميذ يستوجب التقويم؟! ألا تنم هذه الطريقة عن عقليةٍ تسلطية سادية؟ ومن عين مديراً من هذا النوع في هذا المنصب؟ ومن الذي يتولى حمايته رغم الشكاوى العديدة؟!

إنّ هذه الممارسة صدرت عن مدير مزرعة الكشكية الابتدائية- الحلقة الثانية، الواقعة في ريف البوكمال، وقد تقدم ولي أمر أحد التلاميذ الذين عوقبوا بشكوى إلى مديرية التربية  في ديرالزور، وإلى الهيئة المركزية للرقابة، وتقدموا لـ«قاسيون» بنسخة منها مع تصاريح لبعض الطلاب، وشكوى مقدمة إلى محافظ ديرالزور من مُدرِّس مادة اللغة الفرنسية بالمدرسة ذاتها، تشير إلى ممارسات مدير المدرسة، وسلوكه الانتقامي وعقليته التسلطية على الطلاب والمعلمين والمدرسين، وكذلك شكوى لفرع حزب البعث من رفاقه الحزبيين في المنطقة موثقة ببعض الصور والقرارات الصادرة بحقه من الجهات الوصائية والشعبية تبين ممارساته السيئة وعقليته التسلطية والعشائرية.

وبالإضافة لسلوكه اللاتربوي في المدرسة كمدير لها، تبين أن ما يقوم به هذا المدير من استغلال عائلي كمديرٍ للنادي الرياضي في البلدة، حيث أعضاء مجلس الإدارة من أقاربه، ولا يوجد أي نشاط للنادي ولم يحدث أي اجتماع لهيئة النادي على مر السنين، حتى أنّ مسؤول التنظيم في اللجنة التنفيذية للاتحاد الرياضي بدير الزور حسين المزيد جاء لحضور مؤتمر النادي فلم يجد أحداً، والتقى برئيس مجلس المدينة الذي قال له: وهل هناك ناد في الكشكية؟ وعاد دون حتى خُفَّي حنين.

سبق أن تناولت «قاسيون» موضوع النادي والإهمال وهدر المال العام، بناء على شكوى من الأهالي لأغلب الجهات الرسمية والحزبية، موثقة بالصور والعرائض، ولم يحرك أحدٌ ساكناً تجاهه، فإلى متى يستمر السكوت عن هذه الممارسات لهذا المدير؟ ولماذا لا يحاسَب؟ وأين دور الرقابة الداخلية في مديرية التربية؟ ودور الهيئة المركزية للرقابة؟ ومحافظ دير الزور الذي قُدِّمت له الشكوى؟!.

لا شكّ أن انعكاسات هذه الممارسات على الطلاب وأولياء أمورهم وأهالي المنطقة عموماً تثير القلق، وتشكل بؤرة توترٍ اجتماعي في المنطقة، وخاصةً في الظروف الحالية، لاسيما وأنها تعتبر تعدياً واضحاً على كرامة أبنائهم وكرامتهم كمواطنين.