وبعد.....

فإن مشكلة النزوح اليوم تشكل إحدى أبرز مظاهر الأزمة السورية، وهذه المشكلة بدورها أنتجت و تنتج أزمات أخرى، وهذا ما يؤكد الطابع المركّب للأزمة الوطنية والمواطن السوري الذي دخل دوامة الأزمات المتلاحقة، بات يسأل محقاً بكل ما تحمله الكلمة من معنى و جدوى استمرار الحلول العبثية، وعن المستفيد منها؟

 

إن دخول ما يسمى (المعونات) الخارجية، أو (بركات) قوى الفساد ضمن جهاز الدولة على خط معاناة السوريين يساهم إلى حدّ ما في زيادة الاستقطاب الطائفي والديني والمناطقي مما يساهم في تعقيد الأزمة أكثر فأكثر.

إن تفاني بعض الجهات الأهلية التي تعبر عن وعي وطني ونزوع إنساني لدى المواطن السوري هي بلا شك محل تقدير ، كما أن ما قدمته الجهات الرسمية أحياناً وفي بعض المناطق يستحق الشكر، وإن كان ذلك من أولى واجباتها، إلا أن كل ذلك بتقديرنا لايفي بالغرض المطلوب، والحل الفعلي  لهذه الأزمة وسواها من الأزمات لا يكون إلا بالشروع بالحل السياسي والإقلاع نهائياً عن العنف.