دير الزور: المسلحون يمنعون الطلاب من تقديم امتحاناتهم الجامعية!!

يوماً بعد يوم تتعقد الأزمة السياسية الشاملة في البلاد، التي تفجرت منذ عامين بمفعول تراكمي كارثي، لتدخل عامها الثالث مع اشتداد الصراع الدامي بين طرفي الصراع وتوسع رقعة الحرب المدمرة للبنى التحية، ولتزيد من معاناة الشعب وآلامه ولترسم واقعاً كارثياً يلقي بظلاله الثقيلة على كاهل المواطنين في جميع تفاصيل حياتهم اليومية.

 

مؤخراً قامت مجموعات مسلحة، في محافظة دير الزور، بقطع الطريق الشرقي للمدينة وإقامة حواجز لها، كما قامت بمنع طلاب الجامعة من المرور والوصول إلى حي «الجورة» الآمن، الذي تجري فيه الامتحانات الجامعية لطلاب جامعة الفرات.

يشكل هذا العمل الاستفزازي الممارس من المجموعات المسلحة بحق الطلاب سلوكاً بلطجياً واضحاً لا لبس فيه، يعبر عن ظلامية أفكارهم وكذب إدعاءاتهم، كما يأتي هذا العمل الجبان تعبيراً عن فشلهم في ضرب وحدة البلاد أرضاً وشعباً، ومن هنا فإن هذه الأعمال البلطجية تأتي في إطار معاقبة الشعب، وهو ما ترك ردود أفعال كبيرة لدى الأهالي في محافظة دير الزور، وزاد من استيائهم واحتقانهم من هذه الأعمال، مما دفع بالأهالي للخروج في عدد من المناطق لتنظيم عدة مظاهرات تطالب بخروج المسلحين وخصوصاً مسلحي تنظيم «جبهة النصرة» التابع للقاعدة من المدن.

لا شك أن هذا العمل البلطجي هو جريمة ليس بحق الطلاب ومستقبلهم فقط، وإنما بحق أسرهم، الذين تحملوا أعباء التدريس المادية، وبحق الشعب والوطن، في ظل غياب الجهات المختصة التابعة للدولة ودورها المطلوب في حماية المواطنين من هذه الأعمال، وتوفير أسباب حمايتهم وصون كرامتهم.