الريف الشمالي لحماة وريف إدلب المتداخلان
في ريف حماة الشمالي وريف إدلب، يعاني الأهالي من عدم تمكنهم من جمع محصول الزيتون، وهو إضافة لكونه محصولاً استراتيجياً على مستوى البلاد، فهو المصدر الرئيسي لرزق ولمعيشة هؤلاء، وذلك بسبب الأوضاع الأمنية في تلك المناطق على مدار السنين المنصرمة من عمر الأزمة،
تشمل تلك الزراعة مساحات واسعة من الأراضي في ريف المحافظتين المتداخل، تعيل من إنتاجها آلاف الأسر، بين مالكين وعاملين زراعيين وأصحاب معاصر، مما أدى إلى تفشي حالة من العوز لدى الأهالي، نتيجة غياب هذه المواسم لأكثر من مرة على مدار هذه السنين، ما زاد من صعوبات حياتهم وواقعهم المعيشي، ومما دفع بعض أبنائها للالتحاق بالمجموعات المسلحة، ليس من باب القناعة والارتباط، بل من باب العوز والحاجة لمورد معيشة وإعالة.
إضافة لذلك، وحسب ما أفاد به الأهالي لقاسيون، تلك المعاناة من البطالة المتفشية بشكل عام في تلك المناطق، نتيجة توقف الحياة الاقتصادية، وتقطع الأوصال بسبب سوء وضع الطرقات من الناحية الأمنية، ومن الصعوبات الحياتية اليومية المرتبطة بارتفاع الأسعار بشكل عام، وخاصة للمواد الغذائية والحاجات المعاشية الأساسية، حيث يصل سعر ربطة الخبز، إلى 80 ليرة، كما أن التعامل النقدي يشمل بالإضافة إلى الليرة السورية، العملة التركية والدولار الأمريكي، علماً أن غالبية المواد الغذائية والأساسيات، خاضعة لسيطرة المسلحين، بما في ذلك مادة الخبز والأفران.
ناهيك عن مشكلة الكهرباء وأزمة المياه، وتردي الواقع الصحي، والأهم النزوح الكبير من تلك المناطق هرباً من الواقع الأمني، وضوابط المجموعات المسلحة الموضوعة على الأهالي بحكم القوانين، الضاغطة على حياتهم ومعاشهم.
أضف إلى ما سبق، تلك الخشية الدائمة من تردي الوضع الأمني، وعمليات القتال التي تتم في مناطقهم وداخل أراضيهم، مما يجعلهم ضحايا محتملين لتلك العمليات على الأغلب.
وبين واقع تواجد المجموعات المسلحة التي فرضت وجودها عنوةً، مع ما يرافقه من عدم استقرار أمني وحياتي يومي، وواقع اقتصادي معيشي ضاغط يومياً، يعيش هؤلاء الأهالي الأمرين، بين أهمية الحفاظ على أرواحهم، وضرورة تأمين قوت يومهم، مع ما يرافق هذا وذاك من صعوبات ومنغصات.