يحدث في الجامعة.. قرارات وإجراءات غير مدروسة
إن الجامعات كما هو مفترض هي مراكز علمية لنشر وتعليم المعرفة العلمية إضافة لكونها مراكز للبحوث العلمية والتطبيقية، والغاية إيجاد الكادر العلمي القادر والمؤهل للانخراط في الحياة العملية، متسلحاً بما اكتسبه من معارف وخبرات أثناء دراسته الجامعية.
والجامعات بما تضم من تخصصات علمية يجب أن تلبي حاجات البلاد الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والروحية والتربوية من حيث الكادر المتخصص. وهنا تطرح جملة تساؤلات:
التعليم وواقع الحال
هل جامعاتنا على هذه السوية من حيث تأهيل الكادرات المطلوبة في المجالات المذكورة سابقاً؟ وهل هي فعلاً مراكز لنشر المعرفة والبحث العلمي؟ وهل ما يجري في الجامعات من العملية التدريسية إلى الامتحانات بعيداً عما يجري في بلدنا من أزمات؟
أسئلة عديدة وكثيرة تحتاج إلى إجابات موضوعية وشفافة، لأن ما نراه اليوم في خريجي الجامعات والدارسين اليوم أشياء تدعوا للاستغراب، فلا الخريج راضٍ عن المعارف والخبرات التي اكتسبها أثناء دراسته ولا الدارس راضٍ عما يجري في الجامعات وبخاصة العملية الامتحانية ونتائجها!!
فمن غير المقبول والمعقول بألّا يستطيع خريج كلية زراعة (مهندس) التمييز بين نبات الذرة ونبات القصب أو بين نبات القمح ونبات ذنب القطة.
الإجراءات التعسفية
وكذلك من غير المعقول أن تطلب كلية الهندسة المدنية في جامعة «الرقة» من طلاب السنة الخامسة بعد أن سمح لهم بالتقدم للامتحانات النظرية في الجامعات الأخرى أن يأتوا إلى الرقة لمناقشة مشاريع تخرجهم، وهم الذين يعتبرون أنفسهم نجوا بأعجوبة أثناء خروجهم من المدينة منذ عام؟!
وكذلك ما يجري في جامعة تشرين (كلية الآداب- قسم اللغة الانكليزية)، حيث أعلن في العام الماضي عن موعد الدورة التكميلية قبل صدور نتائج الدورة الامتحانية العادية.
وقد طلب الطلاب من رئاسة القسم بإصدار نتائج امتحان الدورة لكي يعرفوا ما هي المواد التي سيقدمونها في الدورة التكميلية. وانتظروا إلى أن اقترب موعد امتحانات الدورة التكميلية دون أن تصدر نتائج امتحانات الدورة السابقة، مما اضطر الطلاب إلى الاحتجاج على هذه الإجراءات التعسفية أمام كلية الآداب وأكدوا على طلبهم المحق.
الآن وفي هذا العام يجري نقاش وسجال بين رئاسة جامعة الفرات بدير الزور ووزارة التعليم العالي حول موعد الدورة التكميلية المحدد في 17/8/2014، بينما تطالب رئاسة الجامعة بتأجيلها إلى 30/8/2014 لعدم صدور النتائج
الامتحانات والتوقعات
عند ذلك- كما يقول بعض الطلاب- التقى بهم عضو من مجلس شعب وطلب منهم التقدم لامتحانات الدورة التكميلية بالمواد التي يعتقدون أنهم راسبين بها. والحجة- هذا السلوك المتبع من إدارة الجامعة- أنه وبسبب الأوضاع التي تمر بها البلاد وغياب بعض الأساتذة لم تصحح أوراق الدورة السابقة، فرد الطلاب «كيف سنعرف أو نتوقع ما هي المواد التي لن ننجح بها لأنه لا يوجد معيار واضح هنا....».
ومع ذلك تقدم الطلاب لامتحانات الدورة التكميلية كل بحسب توقعاته، ولكن الغريب أن نتائج الدورة التكميلية صدرت ولكن حتى الآن لم تصدر نتائج تلك الدورة العتيدة.
المضحك المبكي
كما تروي طالبة بنفس القسم (قسم اللغة الإنكليزية- سنة أولى) أنها تقدمت بخمس دورات امتحانية وهي طالبة مداومة في الجامعة وبكل المواد المقررة الاثني عشر مادة ولم تنجح بأية مادة خلال الدورات الامتحانية الخمس فقررت أن تتقدم لامتحانات الدورة السادسة فقط بعشر مواد وصدرت النتائج وكالعادة راسبة ولكن هذه المرة بإحدى عشر مادة وهي لم تقدم سوى عشر مواد فمن أين أتت علامة الرسوب في المادة الحادية عشر.
وتقول «أليس هذا مضحكاً ومبكياً»، وتضيف هي وبعض زميلاتها «هل تصحح أوراقنا فعلاً؟!... نحن نعتقد أن أوراقنا لا تصحح وهذا هو البرهان».