نازحو دير الزور والرقة بين داعش، و«معسكرات الإيواء» الرسمية.!
يستمر النزوح القسري لأبناء دير الزور والرقة، باتجاه الداخل السوري، حيث المناطق الخاضعة لسلطة الدولة، وخاصةً دمشق والسويداء.!
يتم هذا الهروب الجماعي من بطش داعش، عبر الطرق الترابية في البادية السورية، حيث تستغرق الرحلة عشرات الساعات في الصحراء المترامية الاطراف، وتكلف النازحين أموالاً طائلة تصل إلى 200 ألف ليرة للشخص الواحد كبيراً أم صغيراً، كما تكلفهم عناءً جسدياً ونفسياً كبيراً، وتعرض حياتهم للخطر والموت إذا تم اكتشافهم من الدواعش.!
مأساة هؤلاء النازحين، وأغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن، لا تتوقف عند ذلك، حيث يجري احتجازهم لأيامٍ طويلة عند المداخل والمعابر الرئيسية، كمعبر (التنف) على الحدود السورية العراقية، وكذلك عند مدخل (القطيفة)، وسط أجواء بيئية قاسية، حيث ارتفاع الحرارة و التعرض المباشر لأشعة الشمس، وعدم توفر أي من الخدمات كالمياه والغذاء وغيرها، بانتظار الدراسة الأمنية والموافقة على الدخول، دون أخذ ظروفهم ومعاناتهم بعين الاعتبار،.. ومن يتمكن من الدخول يجري احتجازه في تجمعات ومعسكرات إيواء ومنعه من المغادرة، وحتى اللقاء بأقاربهم الذين يأتون لكفالتهم. باستثناء حالات يسهلها الفاسدون لقاء مبالغ كبيرة.!
إن واجب الدولة تجاه مواطنيها الهاربين من إرهاب داعش، يقتضي تقديم التسهيلات المطلوبة، بما فيها توفير الغذاء والماء والدواء، واعتماد إجراءت سريعة، بعيدة عن التعقيدات الأمنية والفساد، تؤمن لهم الحد الأدنى من الأمان والاستقرار.