مازوت التدفئة والتبجح الرسمي في مجلس الشعب!
اقترب فصل الشتاء من نهايته، ولم يتم استكمال توزيع الدفعة الأولى من مازوت التدفئة لكل المستحقين من الأسر، والبالغة 50 ليتراً فقط لا غير!
اقترب فصل الشتاء من نهايته، ولم يتم استكمال توزيع الدفعة الأولى من مازوت التدفئة لكل المستحقين من الأسر، والبالغة 50 ليتراً فقط لا غير!
يعبر عدد كبير من السوريين عن قناعتهم بأنّ ما جرى في مجلس الشعب السوري قبل أيام، وما أثير من ضجة في وسائل التواصل الاجتماعي بالتوازي مع ذلك وقبله وبعد، لا يعدو كونه مسرحية مدارة هدفها «التنفيس».
بعد 12 سنة من بدء الأزمة، وبعد 18 سنة من بدء التطبيق الواسع النطاق للسياسات الليبرالية (أي منذ عام 2005، العام الذي فرض فيه ما سمي «اقتصاد السوق الاجتماعي» الذي شكل مفصلاً في بداية التدهور الاقتصادي والاجتماعي المستمر حتى الآن)، قرر مجلس الشعب السوري أخيراً عقد جلسة طارئة لمناقشة الوضع الاقتصادي والمعيشي... واتخذت الجلسة عنواناً عاماً هو «مساءلة الحكومة ووضعها أمام مسؤولياتها».
يعبّر ما جرى من شد وجذب وضجة خلال الأسبوع الماضي حول سعر الصرف والوضع المعيشي وجلسة مجلس الشعب الاستثنائية وسلوك الحكومة خلالها، عن أزمة عميقة تعود جذورها إلى عام 2005؛ العام الذي بدأ فيه تطبيق السياسات الليبرالية تحت مسمى «اقتصاد السوق الاجتماعي»، وبما يتناسب مع توصيات وطلبات صندوق النقد والبنك الدوليين، وهو الأمر المستمر حتى اللحظة وبتسارع أكبر من أي وقت مضى.
فيما يلي بعض الأرقام والبيانات، من واقع البيان الحكومي المالي لمشروع قانون الموازنة العامة للدولة لعام 2023، والذي تم تسليط الضوء عليه من قبل صحيفة الوطن بتاريخ 6/11/2022، ومن المقرر نقاشه في مجلس الشعب بنفس التاريخ.
أحال مجلس الشعب في جلسته السادسة عشرة المنعقدة بتاريخ 19/6/2022 من الدورة العادية السادسة للدور التشريعي الثالث، مشروع القانون المتضمن: «جبر أجزاء المائة ليرة سورية للقيمة الإجمالية المستحقة إلى المائة ليرة سورية الأعلى لكافة المبالغ المتعلقة بالرسوم والتكاليف المحلية المفروضة على المطارح في معرض تطبيق أحكام قانون الموازنة المستقلة رقم /35/ لعام 2007، إلى لجنة الشؤون الدستورية والتشريعية لبحث جواز النظر فيه».
تقدم عضو في مجلس الشعب السوري، بمذكرة لوزارة الدفاع، يدعو فيها لإقرار البدل الداخلي للخدمة العسكرية، بالإضافة إلى تحديد مدة الخدمة الاحتياطية، مع تسريح الدورات القديمة.
أقر مجلس الشعب في سورية اليوم خلال جلسته الرابعة عشرة من الدورة العادية الخامسة للدور التشريعي الثالث عدداً من مشاريع القوانين.
عقب الإعلان عن البيان الوزاري أمام أعضاء مجلس الشعب، والذي وُصف من قبل بعضهم تحت قبة البرلمان بأنه بيان إنشاء، ولم يقدم ما يفيد بحل الأزمات المستعصية التي يعاني منها الفقراء، والبعض من غير الفقراء، بعد البيان أخذ العديد من المحللين- منهم الاقتصادي، ومنهم غير الاقتصادي- يدلون بدلوهم على شاشات التلفزة الرسمية محاولين إقناعنا بأن البيان سيخرج «الزير من البير»، وبأنه أجاب عن كل ما يدور بخلد جميع المتأذين من الوضع الاقتصادي المعيشي الذي يطحن الناس طحناً، ويقوّلون البيان الوزاري ما لم يقله.
عرضت الحكومة السورية بيانها أمام مجلس الشعب بتاريخ 5 أيلول الحالي. فهل من جديد في البيان الوزاري يمكن التعويل عليه؟ بكل اختصار، ودون الخوض في تفاصيل البيان، يمكن القول أنْ لا جديد، لا في البيان الحكومي الذي تم عرضه تحت قبة مجلس الشعب، ولا في التوجهات والسياسات الحكومية.