تشبه أحوال الثقافة في دمشق اليوم، مريضاً بكيس من السيروم يتدلّى فوق سريره في غرفة الإنعاش. فاتورة الخسائر أكبر بمرّات من فاتورة الأرباح. في زمن الحرب، تبدو كلمة «ثقافة» ضرباً من العبث. عاصمة الأمويين في حال من الغيبوبة القصوى، عدا مبادرات متباعدة لضخ الدماء في الأوردة المعطوبة في غياب المهرجانات السنوية للمسرح والسينما والغناء. مسارح شبه مغلقة، وما تبقى من صالات سينمائية يشكو ندرة الأفلام الجديدة («صديقي الأخير» لجود سعيد، و«مريم» لباسل الخطيب)، كما أنجز محمد ملص فيلمه «سلّم إلى دمشق» في الوقت المستقطع، بين قذيفة، وانفجار، ولا يزال فيلم «العاشق» لعبد اللطيف عبد الحميد في العلب.