فخ الصورة
المسافة بين العين ومرمى النظر ليست أقصى المسافات التي يمكن تقديرها، استهل كتاب كثر بمثل هذه العبارة مطالع أعمالهم، في إشارة لماحة الى إمكانات الوعي البشري اللا محدودة مقابل الإمكانات الضيقة للإدراك المباشر!
المسافة بين العين ومرمى النظر ليست أقصى المسافات التي يمكن تقديرها، استهل كتاب كثر بمثل هذه العبارة مطالع أعمالهم، في إشارة لماحة الى إمكانات الوعي البشري اللا محدودة مقابل الإمكانات الضيقة للإدراك المباشر!
من أين ينبعث ذلك الشعور المفاجئ بالشوق لأناس أو شخصيات معينة, عبروا حياتنا وابتعدت تأثيراتهم وصورتهم، ثم استحضرت من الذاكرة لاحقاً؟ وكيف يتسلل الحنين الى أمكنة بعينها, أو ذكريات ومواقف لم تكن حميمة دوماً؟.
في الوقت الذي يشهد فيه المجتمع السوري حراكاً من نوع مختلف عن مشهد الانقسام الاجتماعي والسياسي الذي شهدته الحالة السورية منذ اندلاع الأزمة لا يزال الإعلام السوري يغرد بعيداً وكأنه في كوكب آخر. فأين هي المطارح الملحة التي يجب أن يتناولها الإعلام الوطني، خاصة «الرسمي» منه؟
يبدو أن مشهد الانقسام الاجتماعي والسياسي على مسألة العدوان على سورية، وسط الجدال المحتدم في الداخل والخارج حولها، قد تقدم بقوة على صورة الانقسام الأولي في الأزمة السورية الذي طالما قسّم الشعب إلى ضفتين متناحرتين،انقساماً مدمراً مازال السوريون يدفعون ثمنه غالياً من دمائهم ووحدة بلادهم ومستقبل أبنائهم.
تصاعدت في الأسبوعين الماضيين، مع اشتداد الحديث عن توقعات العدوان على سورية، الحملة الإعلامية والسياسية لمحور الغرب الإمبريالي وتوابعه, وبغض النظر عن التأثيرات العابرة لهذه الحملة, فقد ميزها ردود الأفعال التي أطلقها السوريون على مستويات مختلفة !
ما الذي يمكن أن تضيفه الكتابة في مثل هذه الظروف؟ وكيف يمكن التعبير عما يجول في النفس من أفكار ومشاعر صارخة؟ سجلنا كسوريين محطات متتالية في سقوط لغة العقل والوعي، بضربات قاضية، إثر التطورات المتسارعة في إيقاع الأحداث، وتفاعل وسائل الإعلام المختلفة معها مترافقة بالمزاج المسموم والمفروض بالوقت ذاته عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
عرفت مناهجنا الدراسية مواد كثيرة يدخل في أسمائها مصطلح «التربية»، فهناك مثلاً التربية الفنية التي قلما كانت على قدر السوية المطلوبة ولم تنجح بصقل المواهب الموجودة بين الطلبة, ولا ارتقت بمستوى الثقافة الفنية وحس التذوق الفني لديهم.
أين هي اليوم تصورات الناس عن رموز وشخصيات السلطة المحلية ؟ وماذا بقي من الذاكرة عن صورة المسؤول الذي قد يكون قائداً حزبياً، أو محافظاً، أو رئيساً لمجلس محلي، أو مديراً لمنشأة اقتصادية أو مدرسة، أو حتى رئيساً لجمعية فلاحية؟
حسب الفيلسوف غرامشي إن جميع الناس مثقفون، فهم يمتلكون مستويات مختلفة من المعرفة والتصورات عن الطبيعة والمجتمع ويمتلكون أيضاً سلسلة من المواقف الاجتماعية تجاهها، وقد طور غرامشي مفاهيمه لاحقاً ليميز بين مفهومي المثقف المحترف والمثقف العضوي،
أنا حاضر إذاً أنا موجود .أنت مفكر؟ أي، أنا أفكر بالمستقبل الثوري، أفكر بالجيل الطائش اللامنتمي... أفكر بتزييف المبادئ الأساسية وكيفية تكييفها مع التيارات المحلية والحساسيات، وأخيراً لي نظرية بعلم النبات».