بالزاوية : رجوع أم مراجعة
هل تتذكرون أين سمعتم للمرة الأولى بتلك الحكمة الشهيرة: الرجوع عن الخطأ فضيلة! على الأرجح كان ذلك في المدرسة، وربما في كتاب أدب، ومن الممكن أن تكون قد عبرت أحدى المواعظ التربوية من الأهل أو المعلمين أثناء استجواب هادئ.. !!.
هل تتذكرون أين سمعتم للمرة الأولى بتلك الحكمة الشهيرة: الرجوع عن الخطأ فضيلة! على الأرجح كان ذلك في المدرسة، وربما في كتاب أدب، ومن الممكن أن تكون قد عبرت أحدى المواعظ التربوية من الأهل أو المعلمين أثناء استجواب هادئ.. !!.
في الوقت الذي تتهاوى فيه وسائل إعلامية كانت حتى الأمس القريب ناجحة في قلب الأبيض إلى أسود والعكس بالعكس، مضللة شرائح واسعة من متابعيها ومعبئة إياهم في كل أشكال الخنادق الوهمية المتناحرة، بدأت حقيقة الأزمة السورية وتطوراتها تتجلى في وعي الجماهير بمستويات عالية.
في الوقت الذي يشهد فيه المجتمع السوري حراكاً من نوع مختلف عن مشهد الانقسام الاجتماعي والسياسي الذي شهدته الحالة السورية منذ اندلاع الأزمة لا يزال الإعلام السوري يغرد بعيداً وكأنه في كوكب آخر. فأين هي المطارح الملحة التي يجب أن يتناولها الإعلام الوطني، خاصة «الرسمي» منه؟
يبدو أن مشهد الانقسام الاجتماعي والسياسي على مسألة العدوان على سورية، وسط الجدال المحتدم في الداخل والخارج حولها، قد تقدم بقوة على صورة الانقسام الأولي في الأزمة السورية الذي طالما قسّم الشعب إلى ضفتين متناحرتين، .
تصاعدت في الأسبوعين الماضيين، مع اشتداد الحديث عن توقعات العدوان على سورية، الحملة الإعلامية والسياسية لمحور الغرب الإمبريالي وتوابعه, وبغض النظر عن التأثيرات العابرة لهذه الحملة, فقد ميزها ردود الأفعال التي أطلقها السوريون على مستويات مختلفة !
ما الذي يمكن أن تضيفه الكتابة في مثل هذه الظروف؟ وكيف يمكن التعبير عما يجول في النفس من أفكار ومشاعر صارخة؟ سجلنا كسوريين محطات متتالية في سقوط لغة العقل والوعي، بضربات قاضية، إثر التطورات المتسارعة في إيقاع الأحداث، وتفاعل وسائل الإعلام المختلفة معها
عرفت مناهجنا الدراسية مواد كثيرة يدخل في أسمائها مصطلح «التربية»، فهناك مثلاً التربية الفنية التي قلما كانت على قدر السوية المطلوبة ولم تنجح بصقل المواهب الموجودة بين الطلبة, ولا ارتقت بمستوى الثقافة الفنية وحس التذوق الفني لديهم. .
أين هي اليوم تصورات الناس عن رموز وشخصيات السلطة المحلية ؟ وماذا بقي من الذاكرة عن صورة المسؤول الذي قد يكون قائداً حزبياً، أو محافظاً، أو رئيساً لمجلس محلي، أو مديراً لمنشأة اقتصادية أو مدرسة، أو حتى رئيساً لجمعية فلاحية؟.
حسب الفيلسوف غرامشي إن جميع الناس مثقفون، فهم يمتلكون مستويات مختلفة من المعرفة والتصورات عن الطبيعة والمجتمع ويمتلكون أيضاً سلسلة من المواقف الاجتماعية تجاهها، وقد طور غرامشي مفاهيمه لاحقاً ليميز بين مفهومي المثقف المحترف والمثقف العضوي، ..