د.أسامة دليقان
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
قبل أيام قليلة (في 24 أيار الجاري 2023) نشرت مجلّة «العِلم» الأمريكية مقالاً عن الافتتاح الرسمي لـ«المرفق الوطني للدفاع البيولوجي والزراعي»، وسط إجراءات أمنية مشدّدة في ولاية كانساس الأمريكية التي تضمّ مدينة مانهاتن مقرّ المشروع. وبحسب المعلَن «لن يبدأ البحث النشط قبل بضع سنوات أخرى». وأقرّت المجلّة ووسائل إعلام أمريكية بأنّ المختبر الضخم سيتعامل مع عوامل ممرضة حيوانية ونباتية خطيرة من بينها فيروس «نيباه» ذي العدوى الغامضة، الذي تحمله خفافيش الفاكهة ويصيب الخنازير والبشر، ويقتل 40% و75% من البشر المصابين، إضافة إلى إيبولا وحمّى القرم والكونغو النزفية، والتهاب الدماغ الياباني، وغيرها، مما جعل قرار افتتاح المختبر يقابل بـ«عدم الارتياح» من علماء آخرين ومن السكّان المحلّيين والمزارعين.
نشرت مجلة العلم الأمريكية الشهيرة (Science Magazine) مقالاً في عددها للشهر الماضي (21 نيسان 2023) بعنوان: «كنْ واثقاً ولكن تأكّدْ: المختبرات الأمريكية تقوم بإصلاح وترميم مخزونها النووي، فهل يمكن التحقُّق من صلاحية الأسلحة دون اختباراتٍ للقنابل؟». والمقال، إضافة إلى احتوائه على اعترافات بمشكلات علمية-تقنيّة «خطيرة» من وجهة نظر الأمن القومي الأمريكي، وعدا عن مساهمته الوظيفية في البروباغاندا السياسية الأمريكية، يعتبر كذلك مثالاً جديداً يعكس الحالة المتردّية التي وصل إليها التجاهل أو القفز عن أساسيّاتٍ في المنهج العلمي؛ كقاعدة أنّ «التجربة معيار الحقيقة»، في ظلّ الاعتماد المفرط على «النَّمذَجات» و«المحاكاة» الحاسوبية، التي رغم أهميّتها وفائدتها، لكن يبدو أنّها باتت أيضاً تُستخدم كذرائع للابتعاد عن التجارب الواقعية والأكثر تكلفة، ولا يخفى أنّ الأزمة الاقتصادية الرأسمالية عاملٌ مهمّ في الضغط بهذا الاتجاه.
لم تتوقف انتهاكات الاحتلال خلال شهر رمضان الفائت رغم اضطرار نتنياهو إلى التراجع تحت ضربات المقاومة داخل الأراضي المحتلة ومن الجبهات المحيطة شمالاً وجنوباً، فأعلن إيقافاً مؤقتاً للسماح لليهود بدخول المسجد الأقصى خلال الأيام العشرة الأخيرة من الشهر، ولكن استأنف المستوطنون اقتحامات الأقصى مجدّداً، وشهدت الأيام الأخيرة عدة عمليات نوعية للمقاومة في القدس والضفة الغربية أكّدت على أنّ العدوّ لن يشعر بالأمان إطلاقاً طالما استمر باحتلاله واعتداءاته...
يذكر فريدريك إنجلس في التمهيد لكتابه ضدّ دوهرنغ (1878) بأنه «لا يمكن التوصُّل إلى صورة دقيقة عن الكون وتطوُّره وعن تطور البشرية وكذلك عن انعكاس ذلك التطور في أذهان الناس إلا بالطريق الديالكتيكي، بالانتباه المستمر للتأثير المتبادل العام بين النشوء والزوال، بين التغيُّرات التقدُّمية والتغيرات الرَّجعية». ومن النقاط التي تثير اهتماماً معاصراً مجادلة إنجلس ضدّ دوهرنغ بشأن تفسير الأخير «لنشأة» مزعومة للكون عبر ولادة غامضة «للحركة» من «السكون» المطلق، حيث يشكل هذا المنهج الدوهرنغي في كثير من الأحيان الأساس الفلسفي المثالي نفسه للمدافعين عن «الانفجار العظيم»، ومحاولات تلفيق وابتكار شتى «الجسور» الخيالية لتجاوز الهوة بين حالة سكون مطلق بدئية «قبل ولادة الزمن» وحركة «ولادة» أو «انفجار» الكون والزمان التالية لها المفترضة من «النقطة السحرية» الساكنة.
«أنا لستُ معصوماً عن الخطأ»، يعترف لنا برنامج الذكاء الاصطناعي ChatGPT في هذا الحوار الذي أجريناه معه، والذي نركّز فيه على أمثلة من أخطائه وهلوساته نظراً لأهمية الانتباه إليها عند استخدامه. وبالنسبة لفوائده فلا شك فيها، وقد امتلأ الفضاء الإعلامي مؤخراً بالحديث عنها. الأسئلة والأجوبة التالية هي من حوار حقيقي أجريناه مع البرنامج (بالإنكليزية ما لم نذكر خلاف ذلك) مع بعض التحرير والاختصار.
لطالما خاف الاحتلال الصهيوني من كابوس انفتاح عدة جبهات ضدّه في آن معاً؛ وها قد حصلت تطوّرات مهمّة جديدة بهذا الاتجاه مؤخراً عبر عملية إطلاق عشرات الصواريخ من جنوب لبنان، هي الأولى من نوعها منذ 2006 (بغض النظر عن عددها الدقيق أو مَن أطلقها)، لتضاف بالتزامن إلى صواريخ غزة المحاصَرة، وتصاعد عمليات فدائية نوعية يعجز عن إيقافها، ثمّ 6 صواريخ أطلقت من الأراضي السورية صوب الجولان السوري المحتل، مع استمرار أزمة حكم الاحتلال وانقسامه المؤسساتي سياسياً وعسكرياً وسط تحوّلات كبرى في خريطة الصراعات والتسويات إقليمياً وعالمياً تعاكس تماماً السياسات الأمريكية-الصهيونية في «فرّق تسد» و«الفوضى الخلاقة» التي تقترب من نهايتها ولا سيّما مع زلزالَين استراتيجيَّين: الشراكة الصينية-الروسية والاتفاق الإيراني-السعودي.
يعتبر النمو والتطور الأمثل للأطفال والمراهقين أمراً حاسماً من أجل حياة صحيّة طوال العمر. نشرت دراسة حديثة في مجلة الطبيعة بالاعتماد على بيانات ضخمة، شملت 2325 دراسة سكانية أخرى، تناولت قياسات الطول والوزن من 71 مليون مشارك، من أجل الإبلاغ عن الطول ومشعر كتلة الجسم (BMI) للأطفال والمراهقين بين 5 و19 عاماً من العمر، على أساس مكان سكنهم في الريف أو المدينة، وشملت الدراسة بيانات من 200 بلد مأخوذة بين عامي 1990 و2020. اللافت في نتيجة الدراسة ملاحظتها ميلاً لتناقص تأثير إيجابي للمدن كان موجوداً سابقاً (في التسعينات) مقارنة بالريف في تعزيز نمو الأطفال وتطوّرهم، وخاصة في «الغرب»، فيما يمكن أن نقرأه كفشلٍ متزايد للرأسمالية، انكشف أكثر في العقود الأخيرة، وهي التي لطالما ارتبطت تاريخياً بتوسيع المدن وتلويثها على حساب الأرياف واستمرار التناقض بين المدينة والريف.
بعد نحو ثلاثة أشهر من الأزمة المستجدة التي اجتاحت كيان الاحتلال الصهيوني ومؤسساته المدنية والعسكرية، والضغوط الأمريكية العلنية والخفية بما فيها ما ظهر من علامات لتدخّل مباشر من واشنطن بتنظيم الاحتجاجات في «إسرائيل» خوفاً عليها من نفسها، اضطر نتنياهو أخيراً إلى «تأجيل» المضيّ قدماً بمشروع التعديلات القضائية على أنْ يعود إلى استئنافه بعد نهاية «الأعياد اليهودية» في نيسان أو ربما في الصيف، بحسب اتفاق مع المتشدّدين الآخرين في ائتلافه الحكومي ولا سيّما إيتمار بن غفير الذي أخذ تعهّداً من نتنياهو بأن يسمح له بقيادة العصابة الصهيونية المسلّحة المسمّاة «الحرس الوطني» الذي يعني من جهة، تصعيداً محتملاً لاعتداءات الاحتلال على الفلسطينيين وبالتالي تصعيد ردود المقاومة، ومن جهة ثانية يتّجه لتعميق أكثر للشّرخ بين ميليشيات الاحتلال وزيادة احتمال صدام دموي فيما بينها، وخاصةً مع تصاعد الخلاف بين نتنياهو وبايدن.
تتزايد الأدلة على أنّ خصوبة الرجال تتدهور، فلقد تناقص تعداد النطاف لديهم إلى النصف خلال النصف الثاني من القرن العشرين تقريباً، هذا إضافة إلى شذوذات النطاف وتزايد نسبة العقم. كذلك تضاعف معدّل سرطان الخصية في غضون عشرين عاماً. ويتزايد اختلال التناسب بين تعداد المواليد الذكور إلى الإناث باتجاه تناقص الذكور. والسؤال هو: لماذا؟! هذا ما حاول أنْ يجيب عنه الوثائقي الكندي «الذَّكَر المختفي» The Disappearing Male عبر استضافة آراء عدد من الأطباء والخبراء والباحثين.
في شهر آذار الجاري 2023، أعلن فريق من العلماء الروس من معهد موسكو للفيزياء والتكنولوجيا (MIPT) توصّلهم لتطوير جديد على مادة «الغرافين ذي الطبقتين»، وهي مادة تجري منذ سنوات أبحاثٌ عالمية غرباً وشرقاً لتطويرها للاستخدام فيما يبشّر بأنه سيكون الجيل التالي من أشباه الموصلات. وقالت الأنباء الواردة بأنّ «العلماء الروس تمكّنوا من تطوير آلية لزيادة سرعة حركية الإلكترونات عبر غرافين ذي طبقتين». في المقال التالي نستعرض بعض المعلومات حول مساعي استكشاف وتطوير الغرافين بديلاً عن السيلكون لأشباه الموصلات.