عصام حوج
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
تعج وسائل الإعلام المختلفة المرئية والمقرؤة والمسموعة، بتحليلات ومواقف شتى عن كل ظاهرة جديدة تفرض نفسها على جدول الأعمال. وأمام التبعية العمياء لكل الوسائل الإعلامية لهذه الجهة أو تلك من جهات الصراع الدائرة في عالم اليوم، والصدام الإعلامي الذي يرافق الصدامين العسكري والسياسي الحادين
على خلفية سلوك «الأصوليات الدينية» انبرت بعض الأوساط «العلمانية» المشوّهة إلى تحميل الدين وزر ما تقوم به بعض الجماعات المسلحة، وعليه فإن كل المأزق التاريخي الذي نمر به ما كان ليكون، لولا الدين؟!، ويذهب بعض «وعاظ» هذه العلمانية في بلدان الشرق إلى حد اعتبار أن ما نشهده من تخلف اقتصادي اجتماعي وسياسي هو بسبب دورالعامل الديني ليس إلا؟!!
بعيداً عن القبول بالتسميات الموظفة سياسياً وإعلامياً على حلبة الصراع الدائرة في شرق المتوسط، وتوظيفها لخدمة مشاريع التفتيت بات واضحاً بإن محاولات حثيثة تهدد لونين من الطيف المشرقي.
بعيداً عن التفاؤل الكاذب وبيع الأوهام لأحد، يمكن لمن يتابع المشهد ويعرف قراءة الخريطة أن يرى ضوءاً في آخر النفق المعتم، رغم ما نشهده من حروب وويلات في هذا الجحيم الأرضي.
تعرض شاشات التلفزة بشكل يومي مشاهد القتل والذبح والعنف عن الأزمات الداخلية في بلدان المنطقة، باستخدام مؤثرات سمعية بصرية متكاملة (صورة– موسيقا– فصاحة لافته أثناء التعليق على الخبر) بحيث تستنفر كل حواس المتلقي حتى يبدو المشهد وكأننا أمام فلم رعب
حضور عابر لكل الحدود، يحلق فوق الجغرافيا، حضور يطغى على كل انتماء آخر غير الانتماء للذات الإنسانية المقهورة، هنا لامجال للحديث عن انتماءات ما قبل الدولة إلا كونها أمواجاً في بحر واحد، الصاروخ الفلسطيني، ينسينا ولو لحين ما تفرضه علينا «الملتيميديا» من مفاهيم ومقولات: (طائفية وعرقية وأثنية ..)
يحدد «تشومسكي» عشر استراتيجيات تعمل بها قوى الهيمنة للتحكم بالشعوب: «- استراتيجيّة الإلهاء تتمثل في تحويل انتباه الرّأي العام عن المشاكل الهامّة والتغييرات التي تقرّرها النّخب السياسية والإقتصاديّة - ابتكر المشاكل ثم قدّم الحلول:
ينطوي المشهد الراهن على درجة عالية من التداخل والتشويش بعضه انعكاس لتناقضات الواقع، وهي سمات ملازمة لأزمات بهذا العمق، حيث يتداخل المحلي بالإقليمي بالدولي وبعضه «تشويش» مصنّع بقوة الماكينة الإعلامية، بعد ما أضاف دجالو الإعلام من نفاق وتبرير وذرائعية بحيث يبدو وكأن الباب مغلق نهائياً على أي حل، وبغض النظر عن السبب أو الأسباب فأن هذه اللوحة الضبابية تساهم في إشاعة أجواء اليأس والإحباط في الأوساط الشعبية وبالتالي المزيد من التطرف بمختلف صنوفه، الذي يتم التعبير عنه بأشكال مختلفة.
العالم الروحي للإنسان بما يعنيه من ثقافة بفروعها المختلفة ومنها منظومة العادات والقيم والتقاليد وضمناً أشكال التواصل مع الآخر برباط الأمومة، أو الزواج والحب والصداقة والذكريات والتي تشكل جزءاً من كينونته، تتعرض في ظل الأزمة الراهنة إلى تدمير لا يقل فظاعة عما يتعرض له العالم المادي...
حالة العجز والانقسام والتناثر الذي تشهدها البنى السياسية السورية التقليدية بمختلف مواقعها على وقع الزلزال الحالي وما قبله طالت وتطول الوسط الثقافي والمؤسسات الثقافية أيضاً، حيث تنشر وسائل الإعلام بين الفترة والأخرى أخباراً عن تشكيل «ثقافي» جديد (رابطة – تجمع)... يحاول تقديم مقاربة ما للأزمة السورية وأهمية ودور الثقافة في ترميم حالة الدمار المادي والروحي الذي تتعرض له سورية.