د.محمد المعوش

د.محمد المعوش

email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

التوازن الجديد والأمن الغذائي العالمي

إن الإمبريالية فرضت تقسيماً عالمياً للعمل بين الدول، على مستوى الإنتاج الصناعي والزراعي، يضع مصالح الاحتكارات التجارية والمالية الكبرى في الأولوية. وهذا يعني إسقاط قضية إشباع الحاجات الأساسية للإنسان، ومن ضمنها: الغذاء الكافي للإستمرار، والأهم من أجل النمو الصّحي. فتم ضرب القطاعات المنتجة الحقيقية في أغلب دول العالم، إلّا بعض الدول التي قاومت هذا الاتجاه لخصوصيات تاريخية سياسية بارزة. واليوم، في ظل الأزمة التي يعيشها النظام العالمي وعلاقاته غير المتكافئة، والأدوات الجديدة للتفكيك والإخضاع والحصار والتدمير الداخلي، وفي ظل أزمة انقطاع سلاسل التوزيع والنقل بسبب الوباء العالمي كورونا، إضافة إلى الكوارث الطبيعية، تأتي قضية الأمن الغذائي كتهديد جدّي للمجتمعات.

روائح الموت الأنيقة

تشكل صناعة المظاهر أسس نمط الحياة الرأسمالي السائد، والتي تتخذ شكل سوق الموضة المتجدد، من الملابس إلى السيارات، والمنازل والأثاث... إن هذه القطاعات «الجمالية»، وبعيداً عن دورها الإيديولوجي التغيّري المتعلق بتثبيت المظهر كعامل أساس في الوجود الفردي، وتعريف الجمال، بعيداً عن عمق الأدوار الحقيقية المنتجة للفرد، فهو لا يبعتد عن الممارسات الإجرامية المباشرة للرأسمالية بحق الطبيعة والإنسان، فالوصول إلى حدود استنزاف لا عودة فيها، صار يفرض نفسه على هذه القطاعات أيضاً. وهذه المادة ستحاول الإضاءة على قطاع «أنيق» من هذه القطاعات، هو: صناعة مواد التجميل والعطور.

ضد مقولة احتكار الغرب للعقل، ومعانيها..

ارتكازاً إلى مقولات الأورومركزية التي تشدّد على تركّز العلم في العالم الغربي عامة، وعلى ضوء التطّور العلمي الصيني في العقدين الأخيرين، تصاعدت مقولات «التقليد وسرقة» العلوم من قبل الصين. يدعم هذه السردية مقولة «القلب للشرق والعقل للغرب»، والتي شكل نقدها مضمون كتاب الشهيد مهدي عامل «هل القلب للشرق والعقل للغرب؟». هذه المقولة ضعفت اليوم أمام قدرة الصين على الإبداع الخاص، وتسجيل تصاعد في براءات الاختراع، وكمية المنشورات العلمية الخاصة. ولكن التوسع في نقد هذه المقولات يكشف أولاً: التغييب البورجوازي لعامل انقطاع تطور المجتمعات على أساس الاستعمار، وبالتالي، يستبعد دور الاستعمار، ولكنه يكشف أيضاً وهماً أكثر تخفياً لدى إيديولوجيا البورجوازية حول توصيف العلوم وتصنيفها، واستبعاد علم المجتمع والتاريخ من مجال العلم.

بين الربح والصدمة و«التوقف» اللبناني!

كنا في مواد سابقة قد أشرنا إلى مؤشر بنيوي في النمط الثقافي الليبرالي، حَكَم أرضية وملامح التفاعل الإجتماعي مع الأزمة التي يعيشها المجتمع البشري. هذا المؤشّر يستند إلى القاعدة القِيَمِيّة لليبرالية التي أسس لها بنك الأهداف الاجتماعي الذي فرضته ثقافة هذا المجتمع المريض بالفردية والاستهلاك، وفي جوهر هذه القيم: «الربح». والتوسع في هذه الملامح يساعد على فهم الحالة التي تشكّلت وتتشكل لدى القوى الاجتماعية في مرحلة الأزمة، وبالتالي، يساعد على التقاط خط الوعي العام لهذه القوى من أجل الكشف عن الظاهر الخادع في سلوكها.