عبد الرزاق دياب

عبد الرزاق دياب

email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

مطبات: العلاج.. بالندوات

مهلاً...هذا الطفل الذي يبيع اليانصيب في المقهى يحتاج إلى بعض مفرداتكم الناعمة ربما تعينه على قضاء ليلة هادئة ببطن مملوء وعين راضية.
مهلاً... هذا الطفل الذي ينام مع إخوته على الرصيف المقابل لمبنى إحدى الوزارات يحتاج إلى ندوة تلفزيونية، وحوار ساخن ربما يساعده على عدم الإحساس بالبرد في هذا الخلاء البشري.

صراع الحياة يرويه المواطن: استعانة بالله في مواجهة الغلاء والفقر

ليست هواية محببة لي انتقاد الحكومة على تقصيرها بحق المواطن الذي أنهكته سنوات الحرب والحصار وعدم المبالاة، ولكن الأمر لا يعدو عن لفت نظر لا يجدي، ومحاولة لقول كلمة حق ربما لا تملك أي رصيد بعد هذا الاستشراء الكبير للفساد، وغياب الدور الرقابي خاصة لما يمس حياة المواطن ولقمة أبنائه التي تتغنى الحكومة في كل ساعة بالدفاع عنها وتأمينها، ولكن الحقيقة أن غلاة الفساد استحكموا ببطون الناس، فمستوى الغلاء الذي لا يرحم لم يعد هناك من يوقفه، وباتت اللقمة مغمسة ليس بالعرق كما يقول الناس بل بالدموع الذليلة؟.

مطبات: الفساد بنكهة جوز الهند

لم يعد مجدياً الحديث عن الفاسد وأدواته، ولا عن الآلية التي يجمع فيها ثرواته من موت الآخرين ومرضهم، وكيف يبني بها مجده الشخصي على أنه مواطن سوي ومتفانٍ بحب الوطن وشعب الوطن، ويشتري بها المناصب والمنابر والأضواء، ويتحدث أينما حل كيف استثمر في الوطن رغم جراحه، بينما هرب الآخرون مع أول تهديد، وبهذا يضع نفسه فوق الوطن والمواطن ببقائه بيننا يجمع المال والألقاب.

مطبات: حكومة الابتهالات السعيدة.!

ليس دور الحكومة فقط التعاطف مع أزمات شعبها الاقتصادية، ولم تكن لتولىّ عليهم من أجل أن تمطرهم بالمواعظ وعبارات التأييد، وتلعن معهم ليل نهار الفساد والاحتكار والغلاء.

هكذا يقرأ الناس قرارات الحكومة: خيبة ومرارة... وتهكم يصلح كدستور عمل

نشر أحد المواقع الالكترونية المحلية خبر رفع الحكومة لسعر لتر البنزين إلى 140ليرة سورية بعد أن كانت قد خفضته خمس ليرات سورية قبل أشهر، وهذا ما استدعى تعليقات من مواطنين في مواقع مختلفة.

يوم تراجيدي في شوارعنا تسوّل وجنون واحتيال.. وبعض الأمل المخاتل!

هذا ليس عنان قصيدة، أو زاوية وجدانية، ولكنه واقع الحال وفي أحلك صوره المأساوية، وليس بعداً عن الأمل وربما يكون مفتاحه إذا التفتنا قليلاً إلى ما يجري في هذه الشوارع الخلفية والرئيسية لمدننا التي باتت تعج بصور اجتماعية مثيرة للذعر...وهذه الالتفاتة لا تعطل أعمال مدراء ووزراء الحكومة، ويمكن حلها بطرق عقلانية تدركها الدولة وحدها، وليست الجمعيات الخيرية أو منظمات الإغاثة.

مطبات: عقلية الأرصفة

رئيس أحد المجالس المحلية السابقين وهو متشدق كبير، ويحب الوطن سراً وعلانية، ويتهم زملاءه في المكتب التنفيذي ومجلس المدينة دائماً بالتقصير وتغليب الشأن الشخصي، والنفع الذاتي على مصلحة الجماهير والوطن...هذا المتشدق كانت أولى اختلاساته من مشروع إعادة رصف الشوارع في مدينته، وتم خلالها منح العقد لمتعهد لص، وتقاسم الطرفان الغنيمة من خلال تزوير مواصفات البلاط.

مطبات: مجرد ضجيج إعلامي.!

لا أحد يصدقنا، ولسنا سوى أصحاب مهنة تشبه النقيق، وفي أحسن حالاتها الضجيج الصادر عن سوق النحاسين بقلب العاصمة، والذي يجعلك تفر مستعجلاً لتخرج قبل أن يصيبك الصمم، وهذا هو حالنا نحن العاملين في هذه المصلحة الخاوية التي لا طائل منها عندما لا تستطيع أن تلفت نظر أو عنق رئيس بلدية أو محاسب لص.

أرقام ساخنة لنا بروشورات للنظافة.. وإجراءات ليست من ورق!؟

هي مؤسساتنا كما عادتها، خطابها بنفسه وبطرق معالجتها لأمورنا المستعصية من أمراض وخدمات وسواها، وهي مبدئية لا تحيد عن عقلية الروتين والمصطلح، ولم تجدد الحرب حتى من طريقة اجتماعاتها الدورية، فمن النادر أن تلمح خبراً عن اجتماع طارئ لتفادي كارثة طبية أو خدمية، ومشهد مياه السيول منذ أيام وهي تجرف السيارات والبشر والمحال التجارية في ركن الدين ليس سوى لقطة في فيلم سوري طويل عن أداء هذه المؤسسات.