email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
دخلت الجامعات والمدارس الخاصة في سورية سوق المتاجرة بالسلع، وأضحت «المادة الدراسية» أو «الساعة الدراسية» كأي سلعة تجارية طالها رفع الاسعار، وفقاً لأهواء التاجر –صاحب المشروع- ومطامعه بتحقيق أكبر قدر ممكن من الربح، بحجة «ارتفاع سعر صرف الدولار وباقي المستلزمات».
ابتسامة صغيرة تغتصب شفاه «الحسكاويين» عندما تسألهم كيف هو حال الأهل، فهناك من لم يلتق أهله منذ قرابة السنتين حاولوا خلالها سماع أصواتهم عبر أثير اتصال لا يوصل سوى بعض الصراخ ليُفهم منه أنهم مازالوا أحياءً.
ملف كبير ينتظر الحكومة الجديدة كي تبت بأمره، فخروج آلاف العمال السوريين من وظائفهم وبقاؤهم دون وظائف ودون دخل ثابت إلى جانب استشهاد عدد كبير من العمال خلق أزمة بطالة كبيرة تحتاج إلى قوانين جدية كي تنظم الواقع الجديد الذي يعيشه هؤلاء العمال، كما أن هذه الحكومة تحتاج إلى آلاف العمال إذا ما كانت جادة في تنفيذ الشعارات التي تنوي تبنيها، وأبرزها شعار «إعادة إعمار سورية» فهل ستكون قادرة على القيام بهذا العمل؟
بعد أكثر من ثلاث سنوات وهو عمر الأزمة السورية تشكل لدى عدد كبير من السوريين قناعة بأن أن هذه الأزمة «ستطول» وتمتد، وأن الأمل بتحسّن الأوضاع يضعف يوماً بعد يوم. فيصبح الخروج من «الكابوس السوري اليومي» هو الحلم بالنسبة للعديد من السوريين.
تمتلئ أرصفة شارع «بغداد» بالبضائع التي يعرضها أصحابها وتبدأ البضاعة من الملاعق ولا تنتهي عند غرف النوم, وسيجد المتجول في هذه الأسواق بسطات للأدوات الكهربائية والأحذية والملابس الجديدة والمستعملة وقد تجد أثاث منزلك وثياب أفراد العائلة معروضة على تلك الأرصفة.
يعيش القاطنون في جديدة عرطوز واقعاً صعباً فيما يتعلق بمسألة تأمين مياه الشرب ويزداد صعوبة مع ازدياد ساعات التقنين الحي .حيث كانت تفتح وحدة المياه المشرفة على موضوع المياه في جديدة عرطوز الفضل المياه لمدة ساعة واحدة كل سبعة أيام دون توقيت محدد، وفي الأشهر الأخيرة صاروا يفتحون المياه على بعض الأحياء مرة كل عشرين يوم ولمدة ساعة واحدة ودون وجود ساعة محددة لفتح المياه مما يترك المواطنين تحت رحمة سلطة أصحاب صهاريج المياه في جديدة عرطوز .
يحاول السوريون إكمال أيام الشهر بأقل الخسائر، حيث أبعد الغلاء والأوضاع المادية الصعبة لمعظم السوريين ريح الشهر الكريم عن يومياتهم. فاقتصرت موائدهم على أقل ما كان يوضع على مائدة رمضان قبل ثلاث سنوات من الأزمة. وحالت الأزمة المستمرة دون قيام السوريين بطقوسهم الخاصة في شهر رمضان.
يحاول شهر «رمضان» المرور بهدوء كي لا يثقل كاهل السوريين بهموم جديدة، فشهر «اللمة» الحلوة والتعاون والشعور بالآخرين أصبح شهراً يحمل الكثير من الذكريات التي علقت بأذهان السوريين الذين باتوا لا يؤمنون بعودة تلك الأيام في القريب المنظور، حيث تفرقت العائلات بعد أن تهدمت البيوت التي كانت تؤويهم، وبات الجوع صفة لصيقة بعدد كبير من السوريين.
يتبادل الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لشباب يدّعون أنهم مجاهدون عرب وأجانب أتوا للجهاد في سورية، ويحملون راية تنظيم «دولة الإسلام في العراق والشام- داعش»، وهم يتجولون في المعالم الأثرية لمدينة الرقة، كما وقام البعض من هؤلاء الشبان بنشر صور لهم، وهم يتناولون أفخر الأطعمة في المطاعم التي يعرفها أبناء محافظة الرقة جيداً، لكنهم باتوا محرومين من ارتيادها بعد أن باتوا تحت حكم «داعش» منذ أكثر من عام.
لازالت الحرب مستمرة في السماء وعلى الأرض السورية، لكن الشمس لم تغير فعلها وها هي تشرق من جديد على السوريين، كما لازال بإمكانك أن تشتم رائحة الخبز الطازج، وكذلك رائحة قهوة الصباح ستعلق بثيابك كلما مررت بحارة دمشقية، كذلك الأطفال لازالوا يلعبون ولو تغيرت قواعد اللعبة وقوانينها. هي ليست صورة وردية لحياة السوريين، لكنها نظرة من زاوية صغيرة يفضل عدد كبير من السوريين استراق النظر من خلالها على حياتهم اليومية، بعد أن تدمرت منازلهم واختفت حارتهم وذبل ياسمينهم وغابت ضحكات أطفالهم، لكنها الحياة تأبى أن تموت على الأرض السورية، فما زال العديد من السوريين يحاولون ابتكار طرق ونشاطات يبعثون من خلالها الأمل في نفوس من هجروا وتشردوا وفقدوا أحبة وبلاد.