تحذير
  • JUser: :_load: غير قادر على استدعاء المستخدم برقم التعريف: 177
الرقة على أبواب «رمضان».. منع التجوّل على «النساء» وقطع كامل للكهرباء

الرقة على أبواب «رمضان».. منع التجوّل على «النساء» وقطع كامل للكهرباء

يتبادل الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً لشباب يدّعون أنهم مجاهدون عرب وأجانب أتوا للجهاد في سورية، ويحملون راية تنظيم «دولة الإسلام في العراق والشام- داعش»، وهم يتجولون في المعالم الأثرية لمدينة الرقة، كما وقام البعض من هؤلاء الشبان بنشر صور لهم، وهم يتناولون أفخر الأطعمة في المطاعم التي يعرفها أبناء محافظة الرقة جيداً، لكنهم باتوا محرومين من ارتيادها بعد أن باتوا تحت حكم «داعش» منذ أكثر من عام.

يجمع «عبد القادر» حقائبه ويستعد مع عائلته لمغادرة مكان تجمع البولمانات التي تقل الركاب من محافظة الرقة إلى أطراف دمشق وبالعكس. ويقول عبد القادر «لقد خرجنا من الرقة بعد أن شددت داعش تصرفاتها وعقوباتها على السكان. والوضع لم يعد محتملاً».

فتاوى الجهل والإرهاب

ويتابع «إن أهالي الرقة يعيشون وضعاً صعباً منذ أن سيطر تنظيم داعش على المحافظة»، ويضيف «لكن التنظيم أخذ يتشدد أكثر في تصرفاته وأخذ يصدر فتاوى وقرارات جديدة مع قدوم شهر رمضان هذا العام، حيث قرر أفراد التنظيم قطع التيار الكهربائي نهائياً عن المدينة طيلة شهر رمضان، وذلك بسب ما قيل لنا إنه عودة إلى زمان الرسول وزمن الصحابة الذي لم يكن يوجد فيه كهرباء، كما قيل لنا إن من سيقوم بإشعال مولدات كهربائية أو غيرها من وسائل إنارة حديثة سيتعرض للجلد».

ويتابع عبد القادر حديثه قائلاً «منذ اليوم الأول قام أفراد التنظيم بانتقاء أشهر ساحة في مدينة الرقة وهي ساحة الجلاء أو ساحة الساعة لتنفيذ أحكام الجلد والإعدامات الميدانية التي يقومون بها بحق الأهالي، كما أنهم  قاموا بتخريب ساحة دوار النعيم التي كلفت ملايين الليرات السورية وكانت متنزهاً للعائلات، وقاموا أيضاً بإحداث حفرة كبيرة داخل الساحة وأحاطتها بسياج كبير وذاك من أجل رمي من يمسكون به مفطراً في شهر رمضان».

الجلد و«الجزية»!

وعن إمكانية التواصل مع هؤلاء الأشخاص، يقول عبد القادر «هناك عدد قليل من الأفراد يمكن أن تتكلم معهم، لكن لا يمكنهم أن يخالفوا أوامر الأمير أو القائد»، ويضيف «هناك أشخاص كبار في السن وهناك أشخاص مرضى وهؤلاء تسقط عنهم فريضة الصوم شرعاً، لكن أعضاء داعش لا أظن أنهم سيفهمون هذا الكلام لأن تصرفاتهم في موضوع الصلاة تدل على عدم إمكانية التفاهم، حيث يقوم أعضاء التنظيم بجلد كل شخص يجدون محله مفتوحاً أثناء فترة الصلاة حتى ولو كان صيدلية، ويفرضون عليه غرامة مالية (جزية) تبدأ بمبلغ 5000 ليرة سورية».

ويضيف «لذلك تجد الناس يخرجون للصلاة حتى ولو كان على غير وضوء أو غير طاهرين حتى أن البعض يؤدي الصلاة وهم ينتعلون أحذيتهم، وذلك خشية عقوبة الجلد، حيث نفذت هذه العقوبة بحق الكثير من الأهالي كباراً كانوا أم صغاراً».

«الجنز» واللباس الشرعي

وعن تأدية أعضاء التنظيم لفريضة الصلاة، يقول عبد القادر «أفراد داعش لا يقيمون الصلاة. وحجتهم في ذلك أنهم في زمان الجهاد، لذلك تسقط عنهم هذه الفريضة»، ويضيف «أن معظمهم تفوح منه رائحة كريهة لا تدل حتى على النظافة فما بالك بالطهارة».

ويتابع «بات محرماً على شباب الرقة أن يرتدي بنطال الجنز، وإنما يجب عليهم أن يرتدوا البناطيل المصنعة من القماش، وإذا وجدوا شاباً يرتدي الجنز فإن عقوبة الجلد له بالمرصاد، كما وقامت حركة داعش بفرض ما تسميه (اللباس الشرعي) على نساء الرقة وقامت الحركة بمنع عرض الملابس النسائية على واجهات المحلات، وأي فتاة يتم ضبطها وهي سافرة أي لا تضع الغطاء على وجهها تعاقب هي أو مرافقها بالجلد، فالفتيات من الصف الأول الابتدائي يتوجب عليهن ارتداء الحجاب واللباس الشرعي، وقد تقوم الحركة برجم الفتاة إذا لم تكن تسير مع شقيقها أو زوجها أو والدها أو عمها أو خالها حتى ولو كان من تسير معه هو خطيبها».

محلل «لهم» محرم على غيرهم

وفي هذا السياق يقول «واجد .ن»، وهو سائق يملك سيارة أجرة تعمل بين الرقة والحسكة، «إن أفراد حركة داعش دائماً ما يطلبون منه شراء الكحول والسجائر من الحسكة وجلبها لهم إلى الرقة، وعندما يعترض خوفاً من العقوبات الشديدة التي تفرضها داعش على المدخنين من أبناء الرقة يقولون له لا تخشَ من العقوبات نحن نجد لها فتوى».

ويتابع حديثه قائلاً «لقد فرضت داعش غرامة مبلغ 5000 ليرة سورية على كل شخص يتم ضبطه وهو يدخن، وإذا تكرر الأمر فان أعضاء دوريات داعش يقومون بكسر أصبعي يد المدخن».

للنساء «أحكامها» في الرقة 

تتجهز «أم زياد» للصعود إلى البولمان المتجه نحو الرقة وهي تمسك بيدها المنديل الأسود كي تضعه على وجهها عند دخول المدينة. 

وتقول السيدة، التي تجاوزت الستين من عمرها، «لا يسمح لنا التجوّل داخل الرقة إذا لم نكن نضع الخمار الأسود على وجوهنا، حتى نحن السيدات الكبيرات في العمر يطلب إلينا أن نضع الخمار، وإذا وجدت سيدة أو فتاة لا ترتدي الخمار سيتم جلد مرافقها، حيث يمنع علينا نحن النساء التجوّل دون محرم. وبمناسبة حلول شهر رمضان فقد فرضت حركة داعش منع خروج نهائي من المنازل على النساء طيلة شهر رمضان. هذا ما أخبرنا به أقاربنا». وتتابع «هناك نساء فقدن أزواجهن ولا يوجد من يحضر لهن حاجياتهن».

وعن كيفية تعامل أفراد تنظيم «داعش» مع النساء تقول أم زياد «يوجد حواجز خاصة من النساء تقوم بتفتيش النسوة، وهن من يقمن بتنفيذ العقوبات بحق النساء كما يوجد سجانات من النساء». 

وتتابع «معظم النساء اللواتي يعملن لصالح حركة داعش هن من غير السوريات، فهناك عدد كبير من النساء التوانسة وهذا واضح من لهجتهن»، وتضيف أم زياد «يجب علينا أن نناديهن بالأميرات، وهن لا يتنقلن دون سلاحهن». وتختم حديثها «حتى أطفال قادة داعش يتفاخرون بسلاحهم، فتراهم يقفون إلى جانب ذويهم في الساحات التي يتم تنفيذ أحكام الإعدام فيها».

سوء في الخدمات

يقول «أمجد .ش»، وهو من أهالي مدينة الرقة، «يعاني الأهالي من انقطاع طويل في الكهرباء حيث تصل ساعات التقنين إلى 20 ساعة، إضافة إلى المعاناة من الانقطاع المستمر للمياه، فيما يقيم أمراء وقادة داعش في أرقى منازل الرقة بعد أن احتلوها وحولوها إلى مساكن خاصة بهم لا ينقطع عنها التيار الكهربائي ولا المياه، فيما يعاني الأهالي لوحدهم».

ويتابع أمجد «قامت حركة داعش بفرض جزية على فلاحي الرقة أو أسمتها بـ(الخراج) عن محاصيل القمح والشعير التي قام الفلاحون بزراعتها، وكذلك فرضت هذه الجزيات على الماشية، مما دفع بعدد كبير من الفلاحين إلى تهريب مواشيهم إلى العراق أو تركيا أو بيعها بأسعار أقل من أسعارها الحقيقية».

التطورات الأخيرة

ومنذ احتلالها الرقة، تصدر «داعش» أشكالاً غريبة من العقوبات على المدينة وأهلها، بدءاً بالجلد مروراً بالرجم وقطع الأيدي، وصولاً إلى الذبح وقطع الرؤوس.

ولكن التطورات الأخيرة على الساحة العراقية أدت إلى تراجع الأمل في نفوس أهالي الرقة في التخلص باكراً من حكم «داعش».