واقع مياه مترد ولا انتظام للتيار الكهربائي كلاب شاردة وذباب في جديدة عرطوز الفضل

واقع مياه مترد ولا انتظام للتيار الكهربائي كلاب شاردة وذباب في جديدة عرطوز الفضل

يعيش القاطنون في جديدة عرطوز واقعاً   صعباً فيما يتعلق بمسألة تأمين مياه الشرب ويزداد صعوبة مع ازدياد ساعات التقنين الحي .حيث كانت تفتح وحدة المياه المشرفة على موضوع المياه في جديدة عرطوز الفضل المياه لمدة ساعة واحدة كل سبعة أيام دون توقيت محدد، وفي الأشهر الأخيرة صاروا يفتحون المياه على بعض الأحياء مرة كل عشرين يوم ولمدة ساعة واحدة ودون وجود ساعة محددة لفتح المياه مما يترك المواطنين تحت رحمة  سلطة أصحاب صهاريج المياه في جديدة عرطوز .

يعتمد حي جديدة عرطوز الفضل في تغذيته بالمياه على عدد من الآبار الارتوازية ولكن معظم هذه الآبار جفت أو أن نسبة المياه الموجودة فيها لا تكفي ، وحيث كان الحي يقع على أراضي هي ضمن أراضي محافظة ريف دمشق فمن المفروض أن  يكون الحي مخدماُ من قبل محافظة ريف دمشق لكن توصيف الحي على أنه تجمع للنازحين السوريين الذين نزحوا عام 1967 من الجولان السوري المحتل جعل الحي يتبع إداريا لمحافظة القنيطرة التي تشرف على تخديم حي جديدة عرطوز من ناحية تأمين المياه والنظافة والمستوصف الموجود في الحي يتبع أيضاً لصحة القنيطرة.لذلك كانت محافظة القنيطرة تقوم بالاتفاق مع متعهد خاص لجلب المياه من منهل نبع الفوار بصهاريج كبيرة إلى الحي ومن ثم ضخها في خزانات الحي ومن ثم ضخها إلى المنازل. لكن الظروف الأمنية جعلت من أمر إحضار الصهاريج إلى الحي بشكل دوري أمراً« صعباً» مما أدى إلى انخفاض حصة جديدة عرطوز من المياه المخصصة للشرب.

لا ضبط لعمل الصهاريج

لتلبية حاجة السكان المقيمين في جديدة من مياه الشرب والغسيل والاستحمام، يقوم عدد من السيارات والصهاريج الجوالة ببيعها للسكان.
أبو فراس يقول: نحن نعاني منذ سنوات من هذا الواقع  في تأمين المياه ، ونتلقى الوعود بحل المشكلة  لكنها تبقى وعوداً دون تنفيذ  على أرض الواقع، ويتابع أبو فراس نحن عائلة مكونة من خمسة أفراد نحتاج لشراء مياه بمبلغ من 4500 إلى 5000 ليرة في الشهر مما يشكل عبئاً مادياً على العائلات، ويضيف أبو فراس خلال شهر رمضان تعرض الحي إلى انقطاع طويل في التيار الكهربائي مما أدى إلى انقطاع المياه عن الحي بشكل كبير والذي زاد الطين بلة أن الصهاريج التي تبيع المياه هي تشتري المياه من مناهل وأبار خاصة متواجدة على أطراف الحي ومضخات هذه الآبار تعمل إما على الكهرباء أو المازوت، لذلك توقف عدد كبير من الصهاريج عن العمل بحجة أن أصحاب المناهل يطالبونهم برفع سعر ليتر المياه وبالتالي فإن أصحاب الصهاريج قاموا برفع سعر ليتر الماء، حيث وصل سعر الخمس براميل الى 300 ليرة سورية.ويضيف أبو فراس منذ بداية العام قام أصحاب الصهاريج برفع سعر ليتر المياه أكثر من أربع مرات بمعدل خمسين ليرة كل مرة ، وعندما كنا نشتكي إلى البلدية كنا نقابل أن موضوع المياه من اختصاص وحدة المياه. ووحدة المياه ليست مسؤولة عن عمل هذه الصهاريج.
يصطف أهالي حي جديدة الفضل في طوابير طويلة أمام منهلين من مناهل الماء ويضعون أمامهم العبوات البلاستكية والمواعين المنزلية وذلك لتأمين مياه الشرب كون مياه الصهاريج غير صالحة للشرب.
أم عمران من سكان حي الفضل تقول: منذ عشرين يوم لم تأتنا مياه الفيجة ونحن نقوم بشراء المياه من الصهاريج لكن مياه الصهاريج ليست مضمونة للشرب لذلك نقوم بإحضار مواعين المنزل من عبوات بلاستيكية وغيرها مرتين في اليوم كي نعبئها.

ديدان وحشرات في المياه

أم محمد ربة منزل تقول: لا يوجد رقابة على صهاريج المياه حيث قمنا بشراء ألف ليتر مياه من أحد الصهاريج الجوالة بمبلغ 300 ليرة وعندما فتحنا صنبور المياه وجدنا ديداناً تسبح في المياه وعندما طالبنا بائع المياه باسترداد ثمن المياه قال لنا هذا ليس من شأني. وهذه ليست المرة الوحيدة التي شاهدنا فيها حشرات في المياه ، وتتابع أم محمد قبل أسابيع قليلة أصيب عدد من أطفال الحي بإسهال شديد والطبيب أرجع السبب إلى تلوث المياه.
أبو دعاس صاحب صهريج مياه في جديدة عرطوز يقول: أنا أملك صهريج مياه أقوم بتعبئة المياه من المناهل المتواجدة على أطراف الحي ولكن أصحاب المناهل يتحكمون بنا وخاصة موضوع دور تعبئة المياه وأحياناً يطالبوننا بإحضار المازوت معنا من أجل تشغيل مضخات الآبار وعن زيادة أسعار ليتر المياه يقول أبو دعاس:موضوع سعر ليتر المياه حسب الطلب وحسب الأزمات فنحن بشر ولنا احتياجاتنا وكما ترتفع أسعار باقي المواد نحن نرفع سعر ليتر المياه وعادة ما يكون رفع السعر بين أصحاب الصهاريج فيما بينهم.

الكهرباء شم ولا تذوق

لم تنتظم الكهرباء في جديدة عرطوز الفضل منذ شهر تقريبا حيث يعاني الحي من انقطاع التيار الكهربائي لأكثر من ست ساعات متواصلة وحتى عندما يعود التيار الكهربائي لا تكون عودة التيار بشكل منتظم حيث يأتي التيار لمدة عشر دقائق ويعاود الانقطاع.
فاتن.ج تعمل خياطة في حي جديدة تقول: نحن نعاني من انقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة لذلك بتنا نعتذر عن قبول طلبات تفصيل الثياب وبتنا نكتفي بقبول طلبات التصليح فقط والتي لا تؤمن آجار المحل ونحن خسرنا زبائننا.
جميل.ع يعمل لحام يقول: منذ أكثر من شهر لم ينتظم تيار الكهرباء في الجديدة وحتى عندما يأتي فهو يأتي عشر دقائق ثم ينطفئ مما أدى إلى ضرب برادات اللحمة كما أننا لم نعد نجرؤ على إحضار بضاعة للمحل لان البضاعة سوف تتعرض للتلف بسبب انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة.
مازن سعيد يملك محل لصنع الحلويات في الحي يقول: خسارتنا هذا الشهر أكثر من مائتي ألف ليرة سورية حيث أدى انقطاع التيار الكهربائي إلى تلف كمية كبيرة من الأجبان والألبان للمحل، كما أدى عدم انتظام التيار الكهربائي إلى ضرب برادات المحل وكل هذا يتحمله المواطن وحده.
قام عدد من أصحاب المحالات التجارية في حي جديدة عرطوز باستئجار مولدة كهرباء ودفع اشتراك أسبوعي بمعدل 350 ليرة سورية مقابل تشغيل الأضواء والبرادات في محالهم التجارية وذلك لمدة ست ساعات يومياً.
يقول شادي وهو صاحب محل لبيع وتصليح الأحذية: أنا لا أملك ثمن مولدة كهرباء و تسعين بالمائة من عملي يعتمد على الكهرباء ووجدت في الاشتراك مع أهالي الحي بإجار مولدة الكهرباء حل كوننا لا نعول على عودة تيار الكهرباء إلى وضعه السليم.
مروى تعمل مدرسة تقول: تتمتع معظم أحياء مدينة دمشق في استقرار نوعاً ما في ساعات التقنين في حين أننا في جديدة عرطوز لا توجد ساعة محددة لانقطاع التيار الكهربائي أو عودته لذلك نبقى في حالة تأهب دائما لأنه في حال عودة التيار علينا أن نقوم بغسل الثياب وتجهيز الحمام وشحن البطاريات والموبايلات وغيرها من الأدوات الكهربائية وتتابع مروى لقد طالبنا كثيرا بوضع جداول محددة لساعات انقطاع التيار الكهربائي وعودته من أجل تمكننا من الإحساس بشيء من الاستقرار بدلاً من حالة الاستنفار والتأهب الدائمة التي نعيشها.  
لاحظ أهالي الحي شيئاً من الاستقرار في واقع انقطاع التيار الكهربائي في العشرة أيام الأخيرة حيث كان ينقطع التيار بمعدل أربعة ساعات ويأتي ساعتين.

ذباب وقوارض وكلاب شاردة

ينتشر في حي جديدة عرطوز الفضل أسراب من الذباب كون البلدية لم تقم برش المبيدات الحشرية منذ أكثر من سنة مما جعل الاهالي يتخوفون من انتشار الامراض وخاصة حبة حلب (اللاشمانيا) وذلك بسبب الذباب والبعوض المنتشرة بكثرة في الحي.
رانيا.ط تقول: وضعت البلدية حاوية لرمي القمامة أمام منزلنا حيث تقوم أليات البلدية بأزالة القمامة كل يومين مرة، وخلال السنة الماضية وهذا العام لم تقم البلدية برش المبيدات الحشرية ولا مرة مما أدى الى ازدياد الذباب والبعوض و كذلك القوارض فنحن لا نجرؤ على فتح النوافذ أو وضع الطعام خارج الثلاجة لان الذباب سيغطي الطعام.وتتابع رانيا عندما اشتكينا الى البلدية بضرورة رش المبيدات قالوا لنا نحن نعلم متى نقوم برش المبيدات الحشرية.
لا يجرؤ معظم سكان الحي على الخروج في ساعات متأخرة ليلاً وذلك بسبب انتشار الكلاب الشاردة في الحي التي باتت تتجمع بين المنازل السكنية وأكثر الناس عرضة لهجوم هذه الكلاب هم المصلون و العمال الذين يخرجون في ساعات الصباح الباكرة حيث بات هؤلاء عرضة لهجوم الكلاب الشاردة والتي تحمل الامراض وقد تسبب تشوهات للأشخاص في تعرضهم للعض

عدم تنظيم لخط سير السرفيس

ما إن يطل السرفيس الذي يحمل لوحة جديدة عرطوز  في مركز انطلاق السرفيس في البرامكة حتى ترى المواطنين يتعلقون بباب السرفيس والرشيق منهم يقفز من الشباك وذلك بسبب مزاجية أصحاب السرافيس العاملة على خط جديدة عرطوز وخاصة حي الفضل الذي يعاني سكانه من قلة عدد السرافيس العاملة على الخط.
هيثم طالب جامعي يقول: إن عدد السرافيس العاملة على خط جديدة عرطوز هو عدد قليل مما يؤدي الى ازدحام على هذه السرافيس التي يتحكم أصحابها بساعات العمل التي يفضلونها فنحن ننتظر قرابة الساعة في البرامكة كي نحصل على مقعد في السرفيس ، ويتابع هيثم هذه المعاناة لا تتغير صيفاً أو شتاء وعندما  نحتج يقول أصحاب السرافيس الذين يتعاقد عدد كبير منهم مع موظفي الدولة أركبوا التكاسي إذا لم يعجبكم السرفيس وخدماته.
عبير طالبة صيدلة تقول: نحن نعاني من قلة في عدد السرافيس المفروزة إلى جديدة عرطوز الفضل وكوني فتاة لا أستطيع التأخر في العودة الى المنزل عندما يكون مقرر علينا محاضرات مسائية فإني أضطر إلى استئجار تكسي في عدد كبير من الأيام وأي تكسي لا يرضى بأقل من خمسمائة ليرة سورية كأجرة مما يؤدي إلى زيادة في المصاريف على عائلتي.
المحسوبية ووضع الأشخاص غير المناسبين في مناصب السلطة والمحسوبيات والفساد جميعها عوامل أدت إلى تردي الوضع الخدمي لجديدة عرطوز مما أدى إلى تأخر تطور هذا الحي المتروك لأزماته دون علاج منذ ما قبل الأزمة التي زادت من إهماله.