ابراهيم العريس
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
كلهم تقريباً كانوا، في ذلك الحين، في بداياتهم، باستثناء تنيسي ويليامز وناتالي وود. ومن هنا كان يمكن أن يبدو «العزبة الملعونة» فيلماً أولاً، أو يشبه الفيلم الأول لكثر، منهم المخرج سدني بولاك، وكاتب السيناريو فرانسيس فورد كوبولا، والممثل روبرت ردفورد بين آخرين.
«لقد فرغ صبري، فها أنذا آخذ بكتابة قصة خطواتي الأولى في طريق الحياة. وكان يمكنني مع هذا أن أستغني عن ذلك. إن هناك شيئاً محققاً لا ريب فيه، هو أنني لن أكتب سيرة حياتي عن غير هذه الفترة، ولو قدّر لي أن أعيش مائة سنة. فلا بد أن يكون المرء حقيراً في شدة افتتانه بنفسه حتى يتحدث عنها بغير خجل ولا حياء».
كان ريتشارد فاغنر، بكل تأكيد، واحداً من كبار الموسيقيين الذين أنجبتهم الثقافة الألمانية في تاريخها. وهو في هذا الإطار كان واحداً من كبار مبدعي فن الأوبرا في العالم كله خلال القرن التاسع عشر. غير أن عقلاً مركباً ومتمرداً مثل عقل صاحب «لوهنغرين» و «أساطين الغناء»، ما كان في إمكانه أبداً أن يكتفي بأن يكون موسيقياً، مهما بلغت درجة إبداعه في هذا الفن.
لم يكن الكاتب الارجنتيني الراحل جورج لويس بورغس، بالطبع، أول من جعل الكتب والوثائق والمخطوطات، شخصيات أساسية في بعض اعماله، حتى وإن كان واحداً من أبرز الذين فتحوا في العصور الحديثة، دروباً في هذا المجال، سار فيها، بعض كتاب متفاوتي الأهمية في أعمال أساسية لهم، ومن بينهم الايطالي اومبرتو ايكو (في «اسم الوردة» على الاقل) واللبناني - بالفرنسية - امين معلوف (في عدد لا بأس به من رواياته التاريخية الناجحة) ناهيك بالبولندي يان باتوفسكي (في «مخطوطة وُجدت في سراغوسا»).
كم كانوا بسطاء وطيّبي القلب كل اولئك الكتاب والمفكرين الذين راحوا يؤكدون مع انتهاء القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين أن الانسانية، بالحداثة الطارئة عليها وباستعادتها العقلانية القديمة، التي كانت سائدة منذ أيام الإغريق، كانت مقبلة على عصر تزول فيه ضروب التمييز العنصري والعرقي واستعباد الانسان لأخيه الانسان.
قبل سنوات من رحيله المبكر، حين عرض الممثل والمخرج الفرنسي باتريس شيرو، فيلمه «الملكة مارغو» من بطولة ايزابيل آدجاني، في واحدة من أزهى دورات مهرجان «كان» السينمائي، كان أول تعليق له على الفيلم إشارته إلى أن كاتب الرواية ألكسندر كان دوما «واحداً من أعظم كتاب السيناريو السينمائي» في تاريخ الفنون.
«... إن من يقرأ مسرحياتي بتأن أو يشاهدها بانتباه وهي تمثل على المسرح، لن يمكنه منع نفسه من التساؤل حول معنى كلمة واقعية. لقد وُصفت منذ بداياتي بأني كاتب مسرحي واقعي، وذلك لأسباب صحيحة ولكن أيضاً لأسباب غير واضحة في الوقت نفسه.
في عام 1946، كانت الحرب العالمية الثانية انتهت. وكان مليون من نسخ الأصل الإنكليزي لرواية آلدوس هاكسلي «عالم شجاع جديد»، قرئ على نطاق واسع، وحان الوقت لإصدار طبعات جديدة، ولكن هذه المرة مع مقدمة يضعها الكاتب وتأخذ في الاعتبار ما طرأ على العالم من أحداث خطيرة، منذ صدور الرواية للمرة الأولى في عام 1932.
لم يكونوا، على مدى تاريخ الفن التشكيلي، كثراً أولئك الرسامون الذين وجدوا، ذات لحظة من حياتهم، أن عليهم أن يرووا سيرة حياتهم كتابةً، مبررين فيها هذا التصرف أو ذاك، متحدثين عن الظروف التي قادتهم الى هذا الموقف أو ذلك التيار. فالفنان التشكيلي يرى عادة ان في إمكانه أن يقول كل شيء في أعماله نفسها، وأن الكلام المكتوب والمطبوع لن يمكنه ان يضيف الكثير.
«الجماليات نشاط نعتبره، من وجهة نظرنا، واحداً من أهم الأنشطة التي تطرح نفسها على العلم. فالحال أنه بالنسبة الى الفن، لا يقوم الأمر على وجود مجرد لعبة مفيدة أو ممتعة، بل ان الأمر يقوم في تحرير الروح من المحتوى والشكل المرتبطين بالغائية، يقوم الأمر في حضور المطلق في المحسوس والحقيقي، في مصالحته مع هذا وذاك، وفي الوصول الى تفتّح الحقيقة التي لا يمكن لتاريخها الطبيعي أن يستنفد جوهرها، انما نراها تعبر عن نفسها في التاريخ الكوني الشامل حيث يمكننا أن نعثر على أجمل وأرفع المكافآت التي يمكننا الحصول عليها في مقابل الاشغال الشاقة التي نؤديها في مجال الواقع، والجهود المضنية التي نبذلها في سبيل المعرفة».