ليبيا... ملامح محاولة روسية جديدة
بعد وصول حدّة الأزمة الليبية إلى ذروة جديدة- مؤخراً- تهدد بصدام مصري- تركي، بدأ التصعيد يخبو في مقابل تسارع عودة النشاط السياسي باتجاه حل الملف عبر الحوار والتسوية بين الأطراف المتنازعة.
بعد وصول حدّة الأزمة الليبية إلى ذروة جديدة- مؤخراً- تهدد بصدام مصري- تركي، بدأ التصعيد يخبو في مقابل تسارع عودة النشاط السياسي باتجاه حل الملف عبر الحوار والتسوية بين الأطراف المتنازعة.
يبدو المشهد الليبي مغرقاً في تعقيداته، إذا ما نظرنا إلى كم الأطراف الداخلة فيه وتفصيلاتها ومصالحها، ويصبح أكثر تعقيداً كلما تتبعنا النشاط الإعلامي لمختلف هذه الأطراف وتحليلاتها الخاصة كلٍّ من زاويته... فما ملخص الأزمة الليبية، وما المستجدات فيها؟
برزت الأحاديث والتحليلات حول ليبيا منذ أسبوع وإلى الآن، بعدما أعلن الجانب المصري عن مبادرة مكوّنة من عدة بنود لوقف إطلاق النار وبدء تسوية سياسية، لكن ورغم مباركة غالبية الدول الإقليمية والدولية لها، رفضتها حكومة الوفاق الوطني وتركيا، ولا زالت المعارك العسكرية مستمرة حتى هذه اللحظة، وقد كثر الكلام عن الدور الأمريكي الذي عاد لينشط مؤخراً بوصفه «منقذاً» ويحقق الانتصارات، مُتناسين أمراً أساسياً قبل هذا اللغط نفسه، وهو أن واشنطن كانت السبب الأساسي بتعقيد الأزمة الليبية ودفعها إلى طريقٍ مسدود.
على عكس معظم نقاط التوتر والصراع العسكري، لم تشهد ليبيا أي انخفاض في حدة المعارك الدائرة طوال الفترة الماضية، بل تبدو الأحداث على العكس من ذلك، متسارعة ومتلاحقة، يدفع كل تطور جديد فيها جميع الأطراف الأخرى لإبداء الرأي بالحد الأدنى أو شن الغارات وهو ما يجري غالباً.
جرى في الـ19 من الشهر الماضي اجتماع مؤتمر برلين حول ليبيا، استمراراً للمساعي الروسية منذ اللقاء الذي جرى في موسكو لبحث آليات التهدئة والحل السياسي.
تتبلور ملامح الحل الليبي بسرعة، فتشهد الأروقة الدبلوماسية حركة نشطة في الملف الليبي تمهيداً لمؤتمر تستضيفه العاصمة الألمانية برلين، وينعقد المؤتمر في يوم الأحد 19 كانون الثاني وتشارك به عدة دول ومنظمات دولية وإقليمية، وعلى الرغم من أن الدعوات التي أرسلتها ألمانيا لم تشمل كل الأطراف المعنية إلا أنّ حظوظ نجاح هذا المؤتمر تبدو جيدة.
يبدو أن التصعيد الذي تشهده ليبيا في الفترة الحالية يقترب من التهدئة، ويتضح أن أطرافاً فاعلة ومؤثرة تدفع باتجاه نزع فتيل التفجير الذي بات يهدد دول المنطقة كلها لا ليبيا وحدها، فأعلنت الأطراف المتنازعة في ليبيا عن هدنة تبدأ من ليل يوم السبت 12 كانون الثاني.
يشهد ملف شرق المتوسط وليبيا تطورات دائمة، فهو موضوعٌ حاضرٌ على طاولة السياسيين على مستوى الإقليم والعالم، وازدادت الصورة تعقيداً بعد حصول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على تفويضٍ من البرلمان يسمح للرئيس بتقديم كل أشكال الدعم لحكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، بما فيها إرسال جنود أتراك إلى ليبيا، فما هي الاحتمالات المطروحة الآن وهل هناك ملامح حلٍ لهذه الأزمة؟
لاتزل منطقة حوض المتوسط تشهد توتراً شديداً بعد توقيع أنقرة لمذكرة تفاهم مع حكومة الوفاق الليبية، قد ترسل تركيا بناءً عليها دعماً عسكرياً «للوفاق»، ويترافق هذا التوتر مع تصعيد عسكري واسع على الأراضي الليبية، فتشن قوات المشير حفتر هجوماً شرساً على العاصمة طرابلس معقل حكومة الوفاق.
تزداد الأزمة الليبية تعقيداً ولا حلّ يلوح في الأفق إلى الآن، وعلى الرغم من الوضع المتأزم بشكل دائم تظهر اليوم مشكلة جديدة، لها وزنها وتعقيدها على المشهد، فقد أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان عن توقيع مذكرتي تفاهم مع حكومة الوفاق الليبية تخص الأولى السيادة على المناطق البحرية، والثانية في مجال التعاون الأمني.
انتشرت في السنوات الماضية صور وفيديوهات مزادات لبيع المهاجرين الأفارقة في طرابلس- ليبيا، حيث أظهرت كافة أشكال العبودية بأبعادها التقليدية السافرة .