صالح في موسكو وسفارة روسيا تفتح أبوابها..
ملاذ سعد ملاذ سعد

صالح في موسكو وسفارة روسيا تفتح أبوابها..

يزداد النشاط الروسي في الملف الليبي في الوقت الذي شهدت ساحات القتال معارك ساخنة جداً، واستقبلت موسكو رئيس مجلس النواب الليبي عقيلة صالح، وأعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن استئناف عمل سفارة بلاده في ليبيا.

أكد النائب الثاني لرئيس مجلس النواب الليبي أحميدة حومة: أن روسيا اتخذت موقفاً جاداً من أجل عودة ليبيا كما كانت، حيث قال: «نحن نقدر وندعم الجهود الروسية، روسيا لم تترك ليبيا للعابثين، وإنما وقفت وقفة جادة.. ونحن لمسناها من المسؤولين في روسيا، وقفة جادة وحقيقية وصادقة لعودة ليبيا كما كانت، لتأخذ مكانها بين الدول» مضيفاً: إن «روسيا تدعم كل الجهود التي ترمي إلى وقف إطلاق النار، والعودة إلى العملية السياسية، فهي ستكون داعمةً لنا في مجلس الأمن وفي اجتماعات الدول الثماني أو العشرين، وما إلى هنالك من اجتماعات».

لقاء لافروف-عقيلة في موسكو

وفي يوم الجمعة الماضي اجتمع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، مع رئيس مجلس النواب الليبي، عقيلة صالح، في موسكو، وأعلن لافروف خلال هذا اللقاء: أن موسكو قررت استئناف أنشطة سفارتها في ليبيا، مؤكداً: أن «وظائفها تشمل تمثيل روسيا في جميع أنحاء ليبيا».
وحول مبادرة القاهرة قال لافروف: «نحن لفتنا أيضاً الانتباه إلى الوثيقة التي أطلق عليها تسمية إعلان القاهرة، التي أعلن عنها الرئيس المصري (..) ونعتقد أن مبادرة القاهرة هذه تتلاءم مع قرارات المؤتمر الدولي حول ليبيا في برلين، وقد تشكل أساساً للمناقشات الليبية» مؤكداً: أنه لا حلّ عسكرياً للأزمة الليبية وإنما سياسياً عبر الحوار.

سلوك دولي مشبوه

مقابل الدور الروسي، أعلن ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة في مؤتمر صحفي: أن الحكومة الليبية برئاسة فايز السراج هي الشرعية والمعترف بها دولياً، قائلاً: «من الواضح، ومن وجهة نظرنا، أن هناك حكومة ليبية معترفاً بها دولياً مقرها في طرابلس، وهي التي نعمل معها»، ويبدو من هذا الموقف أن أطرافاً ترى بأن أية إمكانية للتقارب موضوعاً خطراً لا يجب أن يتم، فالواقع الليبي اليوم يتألف من ثلاثة أقطاب، أولها: «حكومة الوفاق» التي جاءت باعتراف دولي وكنتيجة لاتفاق الصخيرات على أن تكون حكومة مؤقتة، والتي دخلت لاحقاً مع المشير خليفة حفتر في نزاع مسلح دامٍ، واليوم نرى تمايزاً في موقف رئيس البرلمان الليبي عقيلة صالح، ولا يمكن ضمن هذا الانقسام بين شرق وغرب البلاد الوصول إلى تسويات سياسية مستدامة، وهذا ما تسعى إليه أطرافٌ دولية، فالدعم المطلق لأحد هذه الأطراف يعني صداماً عسكرياً طويلاً يهدد بجر المنطقة كلها، ويشكل أيضاً عقبة كبيرة أمام الحل السياسي، وعلى الرغم من أن التدخل التركي ساهم بشكل كبير بهذا التصعيد للأمور، لم يصل إلى نقطة اللاعودة، فحليف أنقرة فايز السراج، أبدى درجة مقبولة من المرونة مع طروحات التوافقات السياسية، ويبدو أن موسكو تنظر باهتمام إلى هذه المرونة، فمن جهة هناك تطابق في المواقف بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وعقيلة صالح حول «مبادرة القاهرة» التي قد تشكّل أرضية حقيقية للبناء.
فالقرار الروسي بإعادة فتح السفارة مع التشديد: أن هذه السفارة ستمثل روسيا الاتحادية على كامل الأراضي الليبية، هو مؤشر على السلوك الروسي المتوقع في الفترة المقبلة، وهو يتناقض اليوم مع سلوك الأطراف الفاعلة الأخرى التي يعمل بعضها بشكل يناقض مصالحه، فبناء الجسور بين الأجزاء المنقسمة والمتصارعة سيشكل دفعاً للعملية السياسية، وإن لم يكن كافياً بشكله الحالي لكن العمل بمنطق الجولات التي بات يميز السلوك الروسي الذي أصبح أقل ظهوراً منذ مؤتمر برلين ليعود إلى الواجهة بشكل بارز اليوم، ما يعني مبادرة جديدة ومحاولات جديدة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
973
آخر تعديل على الإثنين, 06 تموز/يوليو 2020 16:04