كلية الآداب.. النافذة الواحدة فكرة فقط!
أُحدثت النافذة الواحدة «مركز خدمة المواطن» في كلية الآداب في عام 2018 للتخفيف من معاناة الطلاب افتراضاً، لكن ذلك ما لم يلمسه هؤلاء بالواقع العملي!
أُحدثت النافذة الواحدة «مركز خدمة المواطن» في كلية الآداب في عام 2018 للتخفيف من معاناة الطلاب افتراضاً، لكن ذلك ما لم يلمسه هؤلاء بالواقع العملي!
استقبل طلاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة دمشق خبر إحداث مركز خدمة المواطن في الكلية بالكثير من الارتياح.
كما كان وقع الخبر على بقية الطلاب في الكليات والجامعات الأخرى إيجابياً، خاصة مع الحديث عن إمكانية تعميم الفكرة على بقية الكليات والجامعات في المدى القريب.
من القرارات الهامة التي اتخذها مجلس التعليم العالي أنه طلب من مجالس الأقسام الإطلاع على نتائج المقررات (الجزء النظري للمقررات غير المؤتمتة) في الدرجة الجامعية الأولى في الفصل الأول و في الفصل الثاني من العام الدراسي قبل فتح الأوراق الامتحانية إذا كانت نسبة النجاح تقل عن 20%، أو تزيد على 80%.
كان الطريق من باب كلية الآداب إلى المدرجات الجديدة التي تحوي قسم الصحافة يستغرق مني أكثر من نصف ساعة، وبالطبع كنت إما آخر الواصلين، أو في كثير من الأحيان لا أصل إلى المحاضرة، وبالتالي المكان الوحيد الصالح للجلوس هو مقصف الكلية حيث يجلس أبو حسين خلف نافذة بيع الشاي مبتسماً شامتاً.
أطلق مجموعة من شباب «فيس بوك» صفحة للشهيدة الفلسطينية إيناس شريتح، لمطالبة جامعة دمشق بشهادة تخرج فخرية باسم الشهيدة، إذ كانت على وشك التخرج في كلية الآداب – قسم اللغة الانكليزية. ويجري عمل مطلقو الصفحة على نشر دعوتهم، خصوصا بين طلاب جامعة دمشق، ليكبر كل المعجبين بعد فترة بمثابة موقعين على عريضة سترفع لعميد كلية الآداب، أو حتى رئاسة الجامعة، من أجل منح إيناس شهادة تخرج فخرية.
ربما لم يتحضّر الطلاب لدخول الجامعات، ولم يطلعوا على مناهجها قبل دخولهم إلى فروعها، فمعظم من حصل على مقعد جامعي أكتشف متأخرا أن جامعاتنا في سورية بحال يرثى لها، والخلاص من الصدمة ليس وارداً بمفكرة أصحاب القرار الحاليين، فجّل ما يمكن تقديمه للطالب في إطار عملية التطوير والتحديث للمناهج، هو ضغط إضافي، لا يجد فيه الطالب مخرجاً لهمومه الدراسية المتزايدة. فلو علم الطلاب في جامعات سورية، أن المناهج المدرّسة يعود تاريخها إلى العام 1947م لما تكبد معظمهم عناء التعلّم. ولو قربنا الصورة أكثر، لأحد الفروع في جامعة دمشق (الأدب الإنكليزي)، الذي جرفه تيار القِدم بعيدا عن الواقع، لوجدنا أن الطالب ما عاد همّه أن يكون متمرسا باللغة الإنكليزية، بقدر ما أصبح همه أن يتخرج سريعا من الجامعة، وبأقل سنوات رسوب. ولو تجاوزنا هموم ضيق المكان والازدحام الشديد وضيق الوقت المخصص للامتحان، وكثافة الأسئلة، والتوتر الشديد في قاعات الامتحان، الذي يحدثه غالباً المراقبون، ونظرنا إلى المأساة الكبرى للطالب، ألا وهي المنهاج، لوجدنا أن نسبة كبيرة جداً من طلاب هذا الفرع يعانون من التالي:
لم تجد تربة خصبة لتزرع رسالتها، فقررت زرعها وإن على إسفلت المدينة.. من يعرف علَّ الرسائل تنمو؟! الشَّابة (خ. أ) الطالبة في كلية الأدب الفرنسي، ضاقت بها واقعية بلزاك، فأقامت مفاضلتها الخاصة، واختارت الرَّحيل رمزاً في قصائد بودلير ومالارميه..
يتهاوى الجسد التعليمي، وينفرد بضربه من استفادوا منه لسنوات، وتتفشى المخالفات علانية، وتُفضح مؤسسة عريقة كانت تخرج الأساتذة للعالم العربي، وحاضنة للطلبة الباحثين عن جامعات للعرب وبلغتهم، وبنفس ما يدفعه ابن البلد من مال ليدرس.. هنا لم يدفع العربي ثمناً باهظاً للغربة، وهنا عاشوا كما لو أنهم في حضن أمهاتهم، تزوجوا، وطلقوا، وصار عندهم أبناء، وذكريات، حفظها البعض، وخانها من خان، لكنها الجدران الدافئة التي احتضنت هذا الجيش من الطلبة من هنا، ومن كل الأمكنة.
مع ازدياد الظواهر الاجتماعية السلبية التي انتشرت في مجتمعنا وتزايد القلق حولها، انتشرت ظاهرة تسول الأطفال (الشحادة) بطريقة غريبة في معظم المدن السورية وخصوصاً في مدينة حلب، التي يسمي البعض فيها هذه الظاهرة بـ(تجارة الأطفال).. واللافت اليوم أنه ليس كل من يعتمد هذا الأسلوب في تأمين عيشه هو بالضرورة بحاجة إلى المال، أو غير قادر على العمل، بل أصبح التسول مهنة يحترفها البعض ويستغلها محترفون، حيث يقومون بتشغيل فئة من الأطفال واستغلال فقرهم وحاجتهم للمال والطعام، فيعملون على تأمينها لهم وإعطائهم نسبة مما يحصلون من أموال..
دائماً ننتظر.. من؟ ولم؟ لا نعلم.. ونقول: بكرة أحلى. ونستيقظ في الصباح دون أن نعلم ما الذي ينتظرنا اليوم ..
في كلية الآداب بحلب هناك ما يجعلك تسأل بخوف عن الحاضر والمستقبل..