كلية الآداب.. النافذة الواحدة فكرة فقط!
سوسن عجيب سوسن عجيب

كلية الآداب.. النافذة الواحدة فكرة فقط!

أُحدثت النافذة الواحدة «مركز خدمة المواطن» في كلية الآداب في عام 2018 للتخفيف من معاناة الطلاب افتراضاً، لكن ذلك ما لم يلمسه هؤلاء بالواقع العملي!

أحد الطلاب الخريجين حديثاً يشرح ما جرى معه من أجل الحصول على مصدقة التخرج، ودور «مركز الخدمة» الغائب على هذا المستوى، وتنقله من مكان لآخر من أجل جمع التواقيع.

خدمات معلنة غير مكتملة..

بحسب ما نُقل عن لسان عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة دمشق عند الانتهاء من إنجاز البنية التحتية لمركز خدمة المواطن في حرم الكلية وبحسب ما ورد على صفحة جامعة دمشق الرسمية بتاريخ 11/2/2018، أن: «المركز يُقدم كل الأوراق التي يطلبها الطالب من كشف العلامات، إلى مصدقة التخرج، وبيان الوضع، وبراءة الذمة، وغيرها من الأوراق بوقت قصير ولا يذكر. فعلى سبيل المثال: تم اختصار خطوات خدمة كشف العلامات من 54 خطوة إلى 5 خطوات، ومصدقة التخرج من 37 خطوة إلى 4 خطوات، مضيفة: أن المركز يحوي كوة للتصديق من وزارة الخارجية، ولا حاجة للخروج من الكلية. بالإضافة إلى 5 كوات للمصرف العقاري لتقديم الخدمة المصرفية، من خدمة تسديد الرسوم والتسجيل لطلاب الجامعة من نظامي ومواز ومفتوح، بما يضمن تقديم الخدمة بسهولة وسرعة للطلاب، فضلاً عن تخفيف الضغط عن فروع المصرف في دمشق في فترة التسجيل، عن طريق حصر التسديد للطلاب عبر هذه الصالات، كما سيتم بالقريب العاجل افتتاح مركز للتبرع بالدم بالتنسيق مع كلية الطب، للتخفيف عن الطلاب عبء التنقل والانتظار».
الكلام أعلاه لم يترجم من الناحية العملية للتخفيف عن الطلاب خلال الفترة الماضية بجميع تفاصيله وحيثياته.
فما زالت على سبيل المثال: عملية تسديد الرسوم السنوية عبر كوات العقاري المزدحمة قائمة، وكذلك التصديق من الخارجية، وأيضاً التبرع بالدم، وكذلك الحديث عن اختصار خطوات الحصول على مصدقة التخرج.

تجربة عملية

من أجل الحصول على مصدقة التخرج يقول أحد الطلاب الخريجين، من واقع تجربته العملية التي اضطر لخوضها خلال الأسبوع الماضي: إن مركز خدمة المواطن أو «النافذة الواحدة» اقتصر دورها على منحه عدداً من «الاستمارات» المطبوعة فقط، ليبدأ بعدها بمهمة ملء هذه الأوراق بالبيانات المطلوبة من قبله، والبحث لاحقاً عن المسؤولين عن تعبئة بقية البيانات وتوقيع هذه الاستمارات كل بحسب المكان المخصص له.
البداية كانت في أحد الأكشاك داخل حرم الكلية من أجل شراء الطوابع اللازمة لكل استمارة، وهذه مهمة سهلة لا شك.

مهام متتالية

المهمة التالية هي: الذهاب إلى مكتبة الكلية للتوقيع على براءة الذمة، وهي موجودة في الطابق الثالث في بناء الفرنسي، حيث تم إتمام المهمة بنجاح.
المهمة التي تليها: كانت بالذهاب إلى مستودع الكتب للتوقيع على براءة الذمة أيضاً، وهذا المستودع يقع في قبو بناء الجغرافيا، وقد أتم الطالب هذه المهمة بنجاح أيضاً.
يقول الطالب: إن المهام انتهت في بناء كلية الآداب، وبدأت المهام التي يجب إنجازها خارجاً.
المهمة الأولى، هي: الذهاب إلى مصرف التسليف الطلابي الكائن بجانب المدينة الجامعية، من أجل الحصول على توقيع براءة الذمة أيضاً، وبحسب الطالب، فقد كانت هذه المهمة منهكة، ليس بسبب بعدها عن الكلية والاضطرار للسير على الأقدام فقط، بل بسبب الجو الحار، المهم: أن الطالب وصل وحصل على التوقيع المطلوب وأنجز مهمته.
المهمة التي تليها، هي: التقدم نحو مدخل المدينة الجامعية من أجل الحصول على براءة ذمة من إدارة السكن الجامعي داخلها، وقد تمت المهمة بنجاح أيضاً.
المهمة ما قبل الأخيرة: كانت بالذهاب إلى المكتبة المركزية الكائنة في كلية الحقوق في منطقة البرامكة، من أجل الحصول على براءة الذمة أيضاً، وقد أتم الطالب هذه المهمة، وحصل على التوقيع المطلوب بكل انسيابية.
الوقت حتى نهاية استكمال التواقيع كان قد استهلك فترة الدوام الرسمي لذلك اليوم.

شهر ونصف من الانتظار

في اليوم التالي، ذهب مجدداً إلى كلية الآداب من أجل تسليم هذه الاستمارات بعد استكمال بياناتها وتواقيعها، وذلك لمسؤولي قسم الامتحانات في شؤون الطلاب في كلية الآداب، وليس للنافذة الواحدة، لكن المفاجأة أنهم استلموا فقط ورقة واحدة، التي تتضمن البيانات والمعلومات الشخصية، وتم الطلب منه بالاحتفاظ ببقية الأوراق بحوزته إلى حين موعد مراجعته لهم، التي تم تحديدها بعد شهر ونصف!

بسلاسة، ولكن!

الطالب يقول: إنه لم يعانِ من مشقة الحصول على التواقيع، فقد كانت العملية سلسة، وفعلاً كان هناك تجاوبٌ وسرعة من قبل كل من وقع على الاستمارات، على كثرتهم، لكنه لم ينف أن ذلك قد يشكل عبئاً وتعباً لغيره.
أما الملاحظة الأهم: فقد كانت أن كل الجهات التي ذهب إليها للحصول على براءة الذمة من قبلها كانت تكتفي بالتوقيع فقط، فلا بيانات لديها للمطابقة، ولا من يحزنون على ما يبدو، والاستثناء الوحيد في ذلك كان مصرف التسليف الطلابي الذي أدخل بياناته إلى الحاسوب للتأكد من قاعدة بياناته قبل التوقيع.
وعن عدد الخطوات، بحسب الحديث عن اختصارها عبر النافذة الواحدة، لاستكمال إنجاز مهمة التواقيع وملء البيانات، فقد كانت بالمجمل 6 خطوات، لكنها لا شك خطوات واسعة وبعيدة عن بعضها، ولا يدري الطالب ما سيتّبع هذه الخطوات من خطوات لاحقة، ربما عند عودته بعد شهر ونصف لاستلام المصدقة الموعودة!

تساؤلات مشروعة

التساؤل المشروع الذي طرحه الطالب، كان: لماذا سميت «النافذة الواحدة» أو مركز خدمة المواطن، إن كان كل العمل المطلوب إنجازه من قبل الطالب خارجها، وعملها اقتصر على تسليم بعض الأوراق فقط، بحسب تجربته السابقة؟
أما السؤال الأهم على لسانه، فقد كان: لماذا مدة الشهر والنصف من الانتظار من أجل الحصول على مصدقة التخرج، طالما أن قاعدة بيانات الطلاب من المفروض أنها مستكملة، وقرار التخرج صدر؟

فكرة نظرية جميلة فقط!

ختاماً، ربما يسعنا القول: إن «مركز خدمة المواطن» في كلية الآداب هو عنوان كبير موضوع على بناء حديث، لكنه ما زال عبارة عن فكرة نظرية جميلة بحاجة إلى الكثير من الخطوات العملية التنفيذية كي يصبح اسماً على مسمى، يُحقق الغاية المطلوبة منه على مستوى تخفيف الأعباء عن الطلاب فعلاً.

معلومات إضافية

العدد رقم:
975
آخر تعديل على الإثنين, 20 تموز/يوليو 2020 15:09