نمنمات طالبة في كلية الآداب بدمشق.. دكتور جامعي أعلى نسبة نـجاح لديه 9%

من القرارات الهامة التي اتخذها مجلس التعليم العالي أنه طلب من مجالس الأقسام الإطلاع على نتائج المقررات (الجزء النظري للمقررات غير المؤتمتة) في الدرجة الجامعية الأولى في الفصل الأول و في الفصل الثاني من العام الدراسي قبل فتح الأوراق الامتحانية إذا كانت نسبة النجاح تقل عن 20%، أو تزيد على 80%.

فإن كانت نسبة النجاح تقل عن 20% يرفع مجلس القسم إلى مجلس الكلية تقريراً يوضح فيه أسباب تدني نسبة النجاح، و يقترح الآليات التي يراها مناسبة لتدارك هذا الخلل مستقبلاً، ويناقش مجلس الكلية هذه الآليات، ويتخذ المناسب منها إضافة لقرار برفع نسبة النجاح إلى 20%.
وفي حال كانت نسبة النجاح تزيد على 80% يرفع مجلس القسم قراره إلى عميد الكلية يبين فيه أسباب ارتفاع نسبة النجاح لاعتمادها، وإذا لم يقتنع بالأسباب يضع أسساً لتدارك ذلك في الامتحانات القادمة.
وفي القرار ذاته أكد المجلس أن هذا القرار لا يطبق على الدورة الصيفية، ويطبق على الدراسات العليا ودراسات التأهيل والتخصص، ولا يطبق إذا كان عدد المتقدمين لامتحان المقرر يقل عن 25 طالباً.
و أصدر مجلس التعليم العالي تعليمات جديدة وصارمة بخصوص الامتحانات والتمييز بين المواد المؤتمتة وغيرها، حيث طلب المجلس من أعضاء الهيئة التدريسية في الجامعات وضع سلم علامات لكل امتحان مقرر في حال الأسئلة غير المؤتمتة وتسليمه قبل استلام الأوراق الامتحانية، و نشره في لوحة الإعلانات عند صدور نتائج امتحان المقرر.
وأكد المجلس في قراره أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال إعلان نتائج الامتحان قبل نشر سلم العلامات في لوحة الإعلانات، ويكلف السادة عمداء الكليات ورؤساء الأقسام بتنفيذ أحكام هذا القرار.
لكن ما وصل لبريد «قاسيون» من طالبة في كلية الآداب والعلوم الإنسانية قسم اللغة الفرنسية ينفي تنفيذ هذا الطلب في قسمهم إذ تقول الطالبة في رسالتها: «إن الدكتور (ه أ ح) يدرس أكثر من مادة بقسم الأدب الفرنسي من السنة الأولى حتى الرابعة، في السنة الماضية صدر قرار يؤكد أن أقل حد لنسبة النجاح يجب أن تكون 20%، وفي حال تم التصحيح، وكانت النسبة أقل من العدد المطلوب حسب القرار، على المحاضر اتخاذ طريقتين لتجاوز الحد، الطريقة الأولى إعادة تصحيح المادة بعد اعتراض الطلاب عليها طبعاً هذا من المستحيلات، أما الطريقة الثانية أن يقوم  دكتور المادة بإضافة علامات للطلاب لأجل الوصول إلى النسبة المطلوبة للنجاح وهي 20%، وبنفس الوقت توصل علامة الطالب المستفيد من الإضافة إلى حد النجاح فقط.
وتشير الطالبة في رسالتها أن إحدى مواده وهي الأكثر شهرة بكلية الآداب، ليس فقط بقسم اللغة الفرنسية وإنما في أقسام أخرى، مادة «التعبير الكتابي» للسنة الأولى الفصل الأول حيث كان تاريخ الفحص في 12/1/2012، وكان العدد الكلي للطلاب المتقدمين للفحص 2308، وكانت المفاجأة أن  عدد الناجحين لم يزد عن 152، فيما وصل عدد الطلاب الراسبين 2093، أي أن نسبة النجاح لم تتعد 6،85 من مجموع المتقدمين.
وفي مادة أخرى للدكتور نفسه ولطلاب السنة الثانية، الفصل الثاني طبعا علامات السنة الماضية وتعرف المادة  «باللسانيات العامة» حيث أجري الفحص بتاريخ 9/8/2011، وكان عدد الطلاب المتقدمين 603، لم ينجح فيها سوى 40 طالباً فقط، بينما رسب 564 طالباً وبنسبة نجاح رائعة كالعادة فكانت 6،46%، وتقول الطالبة  إنهم حين قدموا اعتراضات على النسبة كان الجواب على صفحة «النت» التابعة لعميد الكلية أن الدورة التكميلية لا تخضع لقرار نسبة 20%، لكن الغريب أن هذا الفصل نظامي وليس دورة تكميلية إلا أن نسبة النجاح كانت  النسبة نفسها.
تتابع الطالبة في رسالتها عن المادة الثالثة للدكتور المذكور بتشبيهه  بـ«قائد حرب على الطلاب» وهي للفصل ثاني أيضاً وسنة ثانية وكان تاريخ المادة في 23/8/2011، واسم المادة «دراسة نصوص» عدد الطلاب المتقدمين 792، وصل عدد الناجحين 74 طالباً فقط، أما عدد الراسبين 704، وبنسبة 9.21%.
والسؤال الملح هو: هل مجلس التعليم العالي، ورئاسة جامعة دمشق على علم بهذه النسب المتدنية من النجاح؟ ولماذا مجالس الأقسام لم تحرك ساكناً رغم إشرافها المباشر على نتائج المقررات؟؟!!.