عمليّة «القدس» البطوليّة الهدف / النَّموذج
جاءت العملية الأخيرة مساء الخميس 6/3 في القدس الغربية المحتلة، وداخل المدرسة الدينية «مركاز هراف» لتحمل دلالات عدة ذات مغزى كبير.
جاءت العملية الأخيرة مساء الخميس 6/3 في القدس الغربية المحتلة، وداخل المدرسة الدينية «مركاز هراف» لتحمل دلالات عدة ذات مغزى كبير.
مأساة هايتي جعلت إدارات أغلب الدول تعطف على تلك الجزيرة المنكوبة، وجعلت الإدارة الأمريكية تحتلها عطفاً، وترسل لها المساعدات جنوداً وأمنا، كما جعلت إدارات الاتحاد الأوربي تؤيد كالعادة المساعي الأمريكية الحميدة في مجال الأمن والدفن.
مع مرور الذكرى الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة صدر عن دار الحصاد بدمشق كتاب للمفكر الأمريكي نعوم تشومسكي بعنوان «الحرب على غزة ونهاية إسرائيل»، ترجمة ناصر ونوس.
كل ما «دق الكوز بالجرة» على الحدود بين مصر وقطاع غزة المحاصر، تخرج الأوركسترا المنظمة لدى الحزب الوطني الحاكم في مصر لتتباكى على «السيادة المصرية»، حتى أصبح الإيقاع، سمجاً ومقيتاً، وأكثر مللاً من متابعة مسلسل مكسيكي طويل، ضمن سيناريو مصري رسمي بات يستخدم كل الأوراق المتاحة في محاولات التغطية على فضيحة «الجدار الفولاذي» وتكريس انحراف البوصلة عن العدو الأساسي.
يتجه الحراك الدبلوماسي الأمريكي والغربي نحو تحويل جهود استئناف «المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية» إلى مبادرة دولية- أطلسية وبمشاركة عربية، ليس من أجل وضع حد للعدوان الإسرائيلي، أو تفعيل «المبادرة العربية» أو حتى تنفيذ «خارطة الطريق»، بل بهدف فرض وقائع جديدة في المنطقة.
.. ففي الوقت الذي يواصل فيه الكيان الصهيوني تهديداته العسكرية والسياسية في كل اتجاه (لبنان، قطاع غزة، إيران)، وميدانياً يقوم جيش الاحتلال بقصف مدن وقرى قطاع غزة، وخرق الأجواء اللبنانية، وإقامة جدار إلكتروني على الحدود المصرية اعتبرته مصر شأناً إسرائيلياً خاصاً، اتخذت إدارة أوباما موقفاً علنياً على لسان وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون «بضرورة استئناف المفاوضات الفلسطينية- الإسرائيلية ودون شروط مسبقة»!.
إلى فلسطين وغزة
إلى جرحنا في فلسطين.. إلى العار في جبين كل من باع أرضنا في غزة.. وباع شعبنا إلى جيوب الصهاينة ومن آزرهم.. أهدي لمقامكم بتواضع ضربة بوش الثانية.. أخوكم في محنة الاحتلال في شدة الاعتقال..
مع حلول الذكرى السادسة للغزو الأمريكي للعراق وبقاء هذا البلد العربي تحت مطرقة جرائم الاحتلال ونهبه، وسندان حمامات الدم المتنقلة في أرجائه المرشحة أمريكياً للتشظي والتفتيت تحت يافطة الانسحاب الأمريكي المزعوم ونقل السيادة المنقوصة، استقبلت «قاسيون» في مقرها الأستاذ عدي الزيدي شقيق البطل منتظر الزيدي، الذي ما انفك يسعى لإبقاء قضية منتظر حارة في وقت أدمنت فيه «الأمة» نسيان أبطالها، خصوصاً بعد إصدار الحكم الجائر عليه بالسجن ثلاث سنوات.. هذه المرة حل عدي ضيفاً عزيزاً على صحيفتنا حاملاً رسالتين من الأسير منتظر يحيي فيها المقاومة في كل من فلسطين والعراق، وقد أجرينا معه الحوار التالي..
نكاد نسمع بشكل يومي عن حكاية فساد هنا وهناك، في هذه المؤسسة وتلك، وهذا أمر تعودنا عليه في هذه البلاد التي ابتليت بهذه الآفة السرطانية، ولكن أن يستمر الفساد في مؤسسة ما بعد أن تتضح كل خيوطه ومعالمه وتفاصيله، وبعد أن تكتب عنه الصحافة الرسمية لأكثر من مرة، ويبقى الفاسدون في مواقعهم، فهذا مؤشر أخطر من الفساد ذاته، مؤشر على أن للفساد حماة في مواقع مفصلية هامة في أجهزة الدولة، لايهمها عرف أو قانون، بل هم أقوى من القانون ذاته.. حكاية الفساد في مؤسسة اتصالات الحسكة تشمئز منها النفوس، وهي مستمرة على مدى إدارات متعاقبة، وهذه بعض فصولها:
نيران «الفوسفور الأبيض» الذي التصق بلحم الأطفال والنساء والرجال من أبناء قطاع غزة، وصور الأطراف المبتورة، والأجساد الممزقة، المهروسة والمعجونة تحت كتل الأسمنت والحجارة المدمرة، نتيجة انهيار آلاف المنازل، ومئات المدارس ودور العبادة، تحت قصف صواريخ وقذائف مدفعية جيش العدو الإحتلالي الإرهابي، أثناء المجزرة الوحشية والأكثر دموية التي عاشها الشعب الفلسطيني على مدى ثلاثة أسابيع سوداء، أعادت جميع هذه المشاهد المروعة، إنعاش الذاكرة الإنسانية بماهية ومضمون هذا الكيان، من خلال ممارساته العدوانية الفاشية، التي تأتي في مقدمة السياسات الاستعمارية القائمة على الهيمنة، مما أدى إلى نهوض عربي وعالمي متصاعد في وجه هذه الوحشية التوسعية. فبعد فنزويلا وبوليفيا توالت تعبيراته في أكثر من دولة.
رأى وزير خارجية بريطانيا الصهيوني (ولا نصفه بالصهيوني بسبب كونه يهودياً) ديفيد ميليباند أن تشبيه المحرقة الإسرائيلية في غزة بالهولوكوست هو مبالغة، ولسنا هنا في موضع المقارنة بين الحدثين، لكن تصريح الوزير البريطاني، يشير إلى طريقة غربية في النظر إلى الهولوكوست كحالة استثنائية لم تصب شعباً آخر، وإلى رغبة بتقديس وتنزيه هذه الحالة وعدم مقارنتها بأي شيء، حتى ما يحضر بالذهن بشكل فوري، أي ما يعانيه ضحايا من يسمون بضحايا المحرقة. وقبل أيام طردت الأرجنتين القس البريطاني وليامسون لأنه شكك في رواية غرف الغاز النازية، ورأى أن هناك مبالغة في تقدير عدد الضحايا اليهود في معسكرات الاعتقال