بيان من حزب الإرادة الشعبية في عيد العمال العالمي
إلى كل العاملين بسواعدهم وأدمغتهم
إلى الواقفين على حافة الجوع والفقر
إلى كل العاملين بسواعدهم وأدمغتهم
إلى الواقفين على حافة الجوع والفقر
منذ عام 1907، وحتى إقراره عيداً رسمياً في سورية ولبنان نهاية خمسينات القرن العشرين، شقّت مفاهيم مثل: «الأول من أيار» و«عيد العمال» طريقاً شاقاً مليئاً بالتضحيات، حتى أصبح تقليداً عُمره أكثر من 100 عام.
احتفلت مجموعة من الطلاب بالأول من أيار في مدينة بيروت عام 1907،
مرة جديدة يمضي الواحد من أيّار على البلاد كما أرادوا له أن يكون، هادئاً وخفيفاً، قصير اللسان قليل الدسم، لا صخب فيه ولا غضب، لا وعيدَ ولا وعُودَ ولا حُشود، نهجوا له نهجاً ونجحوا، ورسموا له مساراً يوافق سعيهم فوصلوا، حبسوه عِنوة ً بين أسطر البيانات والخطابات، وقيدوه بأغلال على منابر الخواجات، ألبسوه الكرافات الفاخرة، وأغرقوه بالعطر المستورد من بلاد الحصار الاقتصادي، ألهموه الشِعر الركيك، والخطاب الخشبي العتيق، ووعدوه بالصفير والمديح والتصفيق.
أحيى مئات الملايين من العمال حول العالم يوم الأول من أيار عيد العمال العالمي، وشهدت بعض المدن تظاهرات احتفالية سياسية وعمالية وشعبية، اندلعت فيها المواجهات التي أخذت في بعضها طابعاً عنيفاً وصدامياً أدى إلى جرحى واعتقالات طال العشرات من العمال بين النقابات العمالية والمتظاهرين من جهة، وقوات الشرطة من جهة أخرى، وكانت الأعنف هي التي جرت في فرنسا.
في كل عام، وفي مثل هذا الوقت، يبزغ يوم جديد على الطبقة العاملة في كل أصقاع المعمورة، مذكراً العمال بنضالاتهم وصراعهم المرير مع الرأسمال العالمي، من أجل حقهم بحياة كريمة في أوطانهم، وهذا ما لا يرغبه الرأسمال طواعية، مما يعني، صداماً بين مصالح العمال ومصالح الرأسمال حيث أفضى ذاك الصدام وعلى مدار مئات السنين إلى تحقيق العمال للكثير من حقوقهم ومطالبهم المسلوبة، والتي يحاول رأس المال الهجوم عليها كلَّما سمحت الفرص له بذلك، مستخدماً في هجومه سياسة العصا والجزرة وحتى الجزرة التي كانوا يلوحون بها قد انتهت.
يأتي الأول من أيار عيد العمال العالمي يوم النضال والتضامن العمالي من أجل المصالح والحقوق الاجتماعية الاقتصادية النقابية والوطنية. والأول من أيار لهذا العام يختلف فيما يحيط به من ظروف ووقائع. ذلك كونه يأتي في ظل البدء بالحل السياسي للأزمة الوطنية التي عانت منها البلاد منذ انفجارها عام 2011،
عتبر الاحتفال بالأول من أيار تخليداً لذكرى واستمرار نضالات الطبقة العاملة وتضامن العمال العالمي، ويعود أصل هذا الاحتفال بالأول من أيار لأواخر القرن التاسع عشر، عندما نظَّم العمال في شيكاغو إضراباً عاماً شارك فيه مئات آلاف العمال يمثلون آلاف المصانع يطالبون به بتحديد يوم العمل بثماني ساعات ضمن شعار «ثماني ساعات عمل- ثماني ساعات راحة- ثماني ساعات نوم».
تحتفل الطبقة العاملة كل عام بعيدها العالمي الذي اكتسبته عبر نضالاتها الطويلة، ودفعت ثمنه الدماء والأرواح لتجدد روحها النضالية أمام الهجمات الواسعة التي يشنها الرأسمال المالي العالمي على مكاسب وحقوق الطبقة العاملة، خاصة مع تعمق الأزمة الرأسمالية التي مركزت عمليات نهبها ووسعت من دائرة الفقر والحرمان، هذا الأمر الذي يدفع الجماهير حول العالم للعودة إلى الشارع، للدفاع عن حقوقها ومكتسباتها المسلوبة من قبل القلة القلية من الناهبين، وهذا بحد ذاته تعبير سياسي عن تغير في موازين القوى، والذي سيتعمق أكثر، مع تصاعد المواجهة التي نرى مقدماتها في الإضرابات والمظاهرات العمالية الواسعة وبشكل دائم في الأول من أيار بشكل خاص.
أنهى التنظيم النقابي مؤتمراته السنوية من نقابات واتحادات نقابات المحافظات إضافة إلى الاتحادات المهنية، وقد استعرضت قاسيون هذه المؤتمرات وأهم ما كان يطرح فيها من هموم ومطالب وحقوق للطبقة العاملة، من أجور وغلاء وضعف الأمن الصناعي والصحة والسلامة المهنية، إضافة إلى الحقوق التشريعية المتعلقة بقوانين العمل النافذة.