مختارات أحزان معصورة
الموتُ من أجلِ أشياءَ بسيطةٍ هكذا
الحياةُ من أجلِ أشياءَ بسيطةٍ هكذا
كُفَّ كُفَّ عن هذا الحوار.
الموتُ من أجلِ أشياءَ بسيطةٍ هكذا
الحياةُ من أجلِ أشياءَ بسيطةٍ هكذا
كُفَّ كُفَّ عن هذا الحوار.
أعفاه مديره من الدوام وطلب منه عدم المجيء إلى الدائرة إلى يوم قبض الراتب.
طفرة الشعر العربي.. محمد الماغوط، موهبةٌ فذةٌ وجارحة، صراخٌ خافت يشبه الصلاة وآخرُ متوحشٌ قبيل حربٍ لن تقع، غضبٌ صافٍ، وجنونٌ لا حدود له يتجلى في قسوة الصورة ودهشتها وبساطتها وتفرعها من جسد القصيدة أو النص لتشكل قصيدةً صغيرةً وحدها، والأهم دائماً صدقها الفذّ، ولعل هذا من أصعب الأمور في الشعر، فلطالما كان أعذب الشعر أكذبه..
وقع الشاعر عادل محمود روايته الأولى «إلى الأبد ويوم» الصادرة عن «دار أرابيسك» التي يديرها عادل محمود نفسه، وذلك في فندق برج الفردوس، بحضور عدد كبير من الكتاب والصحفيين والفنانين وقراء الشاعر ومعجبيه، الذين تفاجؤوا بدخول صاحب «ضمير المتكلم» إلى عالم الرواية دون سابق إنذار. وكانت «إلى الأبد ويوم» قد نالت جائزة المركز الأول في الرواية بمسابقة دبي للإبداع في دورتها الخامسة لعام 2007. وقد اختار عادل محمود الغلاف ذاته الذي كانت الرواية قد صدرت به عن دار «الصدى» ومجلة «دبي الثقافية» اللتين كانتا قد نشرتا الرواية بطبعتها الأولى. وألقى كل من الكتّاب أحمد تيناوي ولقمان ديركي وعمر قدور وحكيم مرزوقي كلمات تحدثوا فيها عن الرواية وما تحويها من عوالم مختلفة.. موغلة في خصوصيتها.
* في كتابك «الشعر الحديث واغتيال الحاضر» تقول: «الحداثة هي، بتعبير ما، العيش بذاكرة لا يجب أن تمتلئ، أو أن تعنى، بأكثر من تراث مائة سنة بالنسبة إلى إنسان ينتمي إلى عصر سريع في حركاته وتطوراته كعصرنا». ألا ترى أن هناك تشويشاً في هذا الحكم «بتعبير ما»؟ ثم ماذا عن طزاجة الرؤيا الحداثوية المتوفرة – أحياناً – الآن وبمعناها التجاوزي؟ وقد تكون متوفرة في نصوص قديمة – زمناً – أيضاً؟
- لا أعتقد. ويبدو أنك تريد أن ترى تشويشاً «بتعبير ما». لا توجد طزاجة حداثوية في أي نص قديم مهما بلغ شأنه. فالحداثة مرتبطة، في نظري، بالحاضر وإنتاجات الحاضر وهذا الحاضر أعطيته زمن قرن واحد، وهذا يكفي باعتقادي. مع أنني وفي أماكن أخرى أرفض حتى إنتاج الأمس بالمعنى الحرفي لكلمة أمس. الحداثة، المعاصرة، وما شابه من هذه الألفاظ، تعني الحاضر. فالحاضر نقيض الماضي ولا يمكن أن يتعايشا. وفي سياق الثقافة العربية السائدة نحتاج إلى مثل هذا الموقف الجذري، لأن الترقيع لن يفيد ثوباً مهترئاً والمرض العضال لا تفيده الأدوية: إذن لا بدّ من عملية جراحية تؤدي إما إلى الشفاء أو إلى الموت. فنحن أمة تعبت من الأدوية والترقيعات وآن أوان الفطام مع الماضي.
1
لستُ سوى حلمٍ
...حياتُهُ مماتُهُ
..لستُ سوى حلم
أكثر شيء في هذه الحياة مدعاة للشفقة والحزن حينما يتنطع واحدنا لممارسة مهنة أو مصلحة ما حتى يقيم الدنيا، ولايود أن يقعدها، ويبدأ وبسرعة تفوق سرعة الصوت بحرق المراحل كلها دون أن ينتظر الزمن والظرف والشرط التاريخي ليصقل موهبته، ويتبحر في أسرار المهنة التي يود الكسب منها، أو إذا نظر إليها قريبة من اهتمامه كهواية، فيبدأ ذلك الشخص المريض، وبدعوى أن الزمن لايرحم المترددين أو الخائفين بتبديد أوهام الصبورين الذين يتلذذون بنار ألقهم التي لاتنطفئ أمام الريح الناعم، وتصمد أمام العاصفة العاتية التي لاترحم هشاشة الأوراق وكسلها، ويعملون بعيدين، ومبعدين أنفسهم عن الأضواء البراقة والخادعة في أحيان كثيرة.
إن شدوتِ الآه فالأضلاع آهُ
أو ذكرتِ الليل فالليل انتباهُ
صوتكِ الشادي أضاميمُ انتشاءٍ
في فمي، في دمي، يحلو صداهُِ
مثل رعشات الندى أحيَتْ بأرضي
قدسها ردتْ هوى ضلت خطاهُ
أنتِ موالُ نشيد الكون، ناغى
خبزنا والملح، أشجانا شجاهُ
كرسيّ جدّي ما زالَ يهتزّ على
أسوار أوروك
لم يفاجئنا ما حصل منذ فترة قصيرة في مصر، فقد نشر الشاعران حلمي سلام وعبد المنعم رياض قصائد في مجلة « إبداع » التي يرأس تحريرها الشاعر أحمد عبد المعطي حجازي، فتصدى الداعية الشيخ يوسف البدري لهم، ورفع دعوى ضد الشاعرين واتهمهما بالزندقة والإلحاد والتعرض للذات الإلهية، وضد حجازي، أيضاً، لمساهمته بنشر تلك القصائد، وتمت مصادرة أعداد المجلة من الأسواق، وتلا ذلك الفتوى التاريخية لشيخ الأزهر (الجليل)، وهي فرض عقوبة الجلد بثمانين جلدة بحق الصحفي الذي ينشر أخباراً تمس بالأمن القومي، على خلفية نشر الصحفي إبراهيم عيسى خبراً في أحدى الصحف يتحدث عن تدهور حالة الرئيس الصحية، فتم اعتقاله من قبل السلطات وتوجيه تهمة التعرض لأسرار الدولة، والمس بالأمن القومي، فتضامن الشيخ الأزهري مع السلطات، وأصدر فتواه تلك، وتبع ذلك الكلام الذي تحدث به الشيخ الطنطاوي على قناة(mbc) قائلاً:( ليس هناك مخالفة للشرع في توريث الحكم في مصر) واعتبر ذلك حق دستوري للابن، وهي خطوة مباشرة في عملية التوريث التي يعدها مبارك لابنه جمال، رغم معارضة كافة الأوساط المصرية لعمالة هذا النظام، وتصنيفه ضمن دول الاعتدال التي تحاول جاهدة إرضاء أمريكا والقضاء على آخر مقاوم عربي.