سعيد دوكو.. عام على الرحيل
مع أواخر أيام ربيع عام 2007، وفي 31/5 تحديداً، ودعنا رفيق دربنا المناضل الكبير سعيد دوكو.. وبمناسبة مرور عام على وفاته أود تسليط الضوء على بعض من جوانب حياته التي كانت مليئة بالنضال والتضحيات والمآسي والاعتقال..
مع أواخر أيام ربيع عام 2007، وفي 31/5 تحديداً، ودعنا رفيق دربنا المناضل الكبير سعيد دوكو.. وبمناسبة مرور عام على وفاته أود تسليط الضوء على بعض من جوانب حياته التي كانت مليئة بالنضال والتضحيات والمآسي والاعتقال..
أولئك الذين يتحدّون الموت وينتصرون عليه قلائل، أولئك الذين يتركون في حياتنا أثراً لا يُمحى، نعرفهم فلا نستطيع إلا أن نعشقهم رغماً عنا.. لأنهم يعشقون الحياة.. يشاركون بصنعها ولأنهم جميلون يوقظون الجمال الكامن فينا، ولأن عشقهم مزمن، تصبح نبضات قلوبهم توقيتنا، ولا يستطيع حتى الموت محوهم من الذاكرة أو انتزاعهم من أعماقنا .
عصرنا هذا عصر الضيق، أكلنا ضيق، شرابنا ضيق، زيتنا ضيق، مسكننا ضيق، مرتبنا ضيق، تفكيرنا ضيق، قبرنا ضيق، الضيق .. الضيق افتحوا الأبواب والنوافذ..سيقتلنا الضيق ! افتحوا الكون .... سيقتلنا الضيق! الضيق ..الضيق..
كتب هشام الباكير هذه الكلمات الدافئة أثناء تواجده في الصين، وعُثر عليها مصادفة بين أوراقه بعد شهور من وفاته..
لمن لم يتسنّ له التعرف على هشام، هذه السطور هي خير معبر عن شخصيته الشفافة..
نتأخر دائماً حين يتعلق الأمر بنا كآدميين يتوجب علينا ممارسة حقوقنا بالفرح والراحة والحزن ومعاقرة الذكريات.. ننسى في غمرة انهماكنا بالقضايا الكبرى أموراً شخصية حميمة، تباغتنا بالوجد حين تزاحم واقعية الساعات الراهنة..
ليس في الأمر مصادفة... ربما سيصعب علينا التصديق للوهلة الأولى، ولكننا سرعان ما سندرك أن هذا النوع من المفكرين يعرف جيداً كيف يجعل من موته حدثاً مليئاً بالدلالة والمعنى، مثلما كانت أحداث حياته، فالموت هنا موقف كما هي الحياة... محمود أمين العالم بعد عقود طويلة من العمل الفكري المضني، وبعد أن رأى وأدرك ما آلت إليه المشاريع والأحلام الكبرى، وسط مظاهر الخراب والتشظي التي تسود واقعنا السياسي والثقافي والاجتماعي، أغمض عينيه إغماضتهما الأخيرة، بحنكة فلسفية نادرة، ثم جاء عبد العظيم أنيس بعده بأيام معدودة، ليكمل المعادلة بخبرة عالم الرياضيات المحترف، وليرافق صديق عمره في رحلته الأخيرة، تاركاً لنا ذلك الشعور بالألم والحرقة الذي يعرفه كل من يرى الفرسان القدماء وهم يترجَّلون.
أقيم في مدينة جبلة حفل تأبين بمناسبة مرور أربعين يوماً على وفاة الرفيق فيصل خير بك، حضره رفاق وأصدقاء الفقيد، وجمع غفير من القوى السياسية السورية والفلسطينية، كما حضره عضوا مجلس الشعب الأستاذ عبد الرزاق الدرجي والأستاذ فواز نصور والأستاذ إبراهيم اللوزة، وممثلا مجلس اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين الرفيقان رئيف بدور وعلاء عرفات وممثل عن صحيفة قاسيون الرفيق عبادة بوظو.
ابتدأ الحفل بالوقوف دقيقة صمت على أرواح الشهداء.. شهداء غزة والحركة الوطنية والتقدمية الذين ضحوا في سبيل الأوطان والإنسان..
وافت المنية صباح الثلاثاء 27/1/2009 الرفيق كلش علي كجل عن عمر يناهز الثالثة والسبعين بعد صراع طويل مع المرض..
شيع أهالي بلدة كفربو ـ حماة، وعموم شيوعي محافظة حماة والمنطقة الوسطى، يوم الجمعة 6/2/2009 جثمان رفيق دربهم الراحل الكبير عطية عساف إلى مثواه الأخير، بعد أن وافته المنية إثر ذبحة صدرية مباغتة عن عمر ناهز الثمانية والخمسين عاماً.
احتضن ثرى حمص العدية المُزيَّن بعذوبة مياه العاصي جثمان الرفيق «ياسر كاشي أبي حسام» الذي غيبه الموت في الثاني من شباط الجاري عن عمر نضالي زاخر امتد ستة عقود ونصف، وبعد صراع طويل مع مرض عضال.