في الذكرى السنوية الأولى لرحيله.. هشام الباكير.. مازلت تسكن فينا!
نتأخر دائماً حين يتعلق الأمر بنا كآدميين يتوجب علينا ممارسة حقوقنا بالفرح والراحة والحزن ومعاقرة الذكريات.. ننسى في غمرة انهماكنا بالقضايا الكبرى أموراً شخصية حميمة، تباغتنا بالوجد حين تزاحم واقعية الساعات الراهنة..
نحن الذين نتأخر دائماً عن أنفسنا.. نتخلف عن غداء مع الأهل، عن موعد مع الأصدقاء، عن لقاء مع الحبيبة، عن حفل خطوبة أو عيد ميلاد.. لكن ذلك عكس مشيئتنا وعواطفنا.. والذين حكموا على أنفسهم بحفظ ودّنا واختلاق الأعذار لنا، ينتصرون لذواتهم باستمرارهم بإلقاء السلام علينا، ورمينا بورد العتاب كلما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً..
هذه المر ّة، داهمنا قلقُ الناس وذهولهم من إجراءات أعلنت الجوع عليهم، فجئنا متأخرين عن الموعد السنوي الأول لرفيق كانت حاله مثل حالنا، يغيب عن أحبابه منشغلاً بهمومهم، ثم يظهر بينهم بحضوره المذهل النقي ليقدم الأعذار ويتلقى العتاب، لكنه في المرة الأخيرة سكن في قلوبهم إلى الأبد.. وأعلن الغياب النهائي.. إنه أبو سعيد، هشام الباكير..
في العاشر من أيار 2007 رحل الرفيق الغالي هشام الباكير وهو في أوج حبه للحياة.. ولنا، وفي ذروة تألقه وإبداعه.. رحل وفي عينيه رغبة جامحة في البقاء بيننا، فلم يغادرنا أبداً..
وعدناه أن نستمر.. أن نتشبث بالأمل.. أن نبقى على قيد الفرح والتطلع إلى مستقبل أجمل، وما نزال على الوعد.. لم نستسلم لأحزاننا، وبذلنا ونبذل كل ما نملك من يقين بخياراتنا لنتجاوز الألم، وها نحن اليوم نمضي في الاتجاه الذي حددناه معاً بإرادة وعزم، لا ينقصنا شيء إلا وجوده في طليعتنا..
الغالي هشام الباكير.. رفيقنا، صديقنا، أخانا.. عذراً... ما زلت تسكن فينا.. لكننا ما زلنا نأتي متأخرين..