أحمد طلعت أحمد طلعت

الذكرى العشرون لرحيل فواز الساجر: المسرح هو الحياة

عصرنا هذا عصر الضيق، أكلنا ضيق، شرابنا ضيق، زيتنا ضيق، مسكننا ضيق، مرتبنا ضيق، تفكيرنا ضيق، قبرنا ضيق، الضيق .. الضيق افتحوا الأبواب والنوافذ..سيقتلنا الضيق !  افتحوا الكون .... سيقتلنا الضيق! الضيق ..الضيق..

«من قصاصة عثُر عليها بين أوراق المخرج فواز الساجر بعد رحيله».. هذا ما افتتح به كلمته الكاتب القاص حسين علي البكار بمناسبة مرور عشرين عاماً على رحيل المخرج فواز الساجر وذلك في المركز الثقافي العربي في منبج، وعلى مدرج المسرح الذي يحمل اسمه، في المركز الثقافي، حيث أقيم أسبوع ثقافي بمناسبة مرور عشرين عاماً على وفاة هذا المبدع . تضمنت فعاليات الأسبوع الثقافي معرضاً تشكيلياً بعنوان «تحية إلى فواز الساجر» شارك فيه كل من الفنانين: عدنان ومحمود الساجر، وخلدون الأحمد، وعلي مقوص، وشريف محرم، ووليد كموش، وياسر المغربي، واحمد رائد، ووليد المصري، وأحمد يوسف، وحنيف حمو، وعزيز بشماف، ونوري حمدو.

فواز الساجر  من مواليد عام 1948 ولد في إحدى قرى منبج شمال حلب. سافر إلى موسكو ليدرس الإخراج المسرحي. وفي عام 1977 أسس مع سعد الله ونوس المسرح التجريبي لأول مرة في سورية، وقدم مسرحية «يوميات مجنون». وفي عام 1978 أوفد إلى اليابان للإطلاع على المسرح الشرقي، وفي العام نفسه ساهم في تأسيس المعهد العالي للفنون المسرحية، وعمل مدرساً فيه، وفي عام 1979 قدم باسم المسرح التجريبي مسرحية «رحلة حنظلة من الغفلة إلى اليقظة» وفي عام 1986 تخرج بعد أن قدم أطروحة الدكتوراه بعنوان «حول إشكالية تدريب الممثل»،  وفي عام 1988 قدم مسرحية «سكان الكهف» لوليام سالوريان، وفي العام نفسه، في السادس عشر من شهر أيار، توقف قلب الساجر عن النبض.

«قاسيون» كانت متواجدة في فعاليات الأسبوع الثقافي، والتقت الرفيق الدكتور المهندس علي الياس عضو الاجتماع الوطني السابع عضو لجنة منبج لوحدة الشيوعين السوريين، وكان قد التقى فواز الساجر وسرد لنا عن الفترة الذي عايشها مع فواز الساجر حيث كان فواز الساجر مشرفاً ومخرجاً للاحتفالات بعيد ميلاد الحزب الشيوعي السوري في مدينة موسكو وأبرز ما كان يردده ويعلمه فواز الساجر في حفلات الحزب  السيمفونية الشيوعية الجميلة:  «صامداً يا درب حزب الكادحين/ شامخاً كالعز يا شمس الجبين/  إن تلن صم الجبال الشامخات/ حزبنا السوري الشيوعي لا يلين».

نعم توقّف قلب الساجر عن النبض إلا أنه مازال حالة متميزة واستثنائية في عالم الإخراج المسرحي الذي سجّل له تفرده وخصوصيته الإبداعية، فهو الذي جعل المسرح حياة حافلة.