«الكيان المعدني الغاشم»!..
تتنافس شركات السيارات في فنون التقسيط، فتفاجئ المواطنين يومياً بعروضها السحرية التي ما انفكت تتزايد وتتراقص على صفحات جرائد الإعلانات، فسيارة بدون دفعة أولى هنا، وتقسيط لأربع سنوات هناك، لكن تبقى تسمية ذلك بغير «الاحتلال» خطيئة، خاصةً وأننا لم نعد نحظى برصيف خال من السيارات المتراصة بكل الاتجاهات، مما انعكس ترنحاً في خطوات المارة الذين أصبحت أطراف الشوارع رصيفهم الجديد، فأمسوا عرضة لكل أنواع الشوائب، من مياه تجري باحثة عن مستقر لها في بالوعة صرف صحي (لم تملأها الأتربة)، إلى التعثر في حفر البلدية المنتشرة في كل الجوانب، ناهيك عن تعرضهم المستمر لهمجية الزمامير، ومخاطر السرعات العالية، والاصطدامات البشرية – البشرية، أو البشرية – الشرطوية، عند الالتفاف أوعند الانعطاف.