برافو بلدية البوكمال
في مبادرة تكاد تكون الأولى من نوعها في مدينة البوكمال، تمت إزالة الكتلة الإسمنتية المرعبة التي نفذها رئيس مجلس المدينة السابق في الساحة العامة، والتي سبق لنا أن كتبنا عنها الكثير على صفحات جريدتنا «قاسيون»، لما سببته من أزمة مرورية شديدة، للسيارات والمشاة على حد سواء، وهدرت أموالاً طائلة بدون وجه حق، إرضاءً لهذا أو ذاك، ولغايات يعرفها الجميع، فكانت عبارة عن مربع إسمنتي بارتفاع /60سم/، وبدون أي مظهر فني أو منظر جمالي حضاري، ناهيك عن سوء التنفيذ، الذي يندى له جبين كل شريف ونزيه ووطني على امتداد مساحة الوطن.
إزالة هذا الورم السرطاني الفاسد، الذي زرع عنوة في خاصرة المدينة، تصدى له مجلس مدينة البوكمال الجديد، برئيسه ومكتبه التنفيذي، فكانت الخطوة الأولى بالاتجاه الصحيح. فقد استطاع رئيس البلدية الجديد الحصول على موافقة السيد محافظ دير الزور، والبدء بالعمل وإزالة هذا المربع الذي كان المحافظ قد منن أهالي البوكمال به، عندما تم افتتاحه من قِبَله، وبعد عدة سنين، على ما يبدو، أصبح على قناعة بضرورة تصحيح هذا الخطأ، وهذا شيء جميل، أن يسعى المرء لتصويب الخطأ، لكن الأجمل من ذلك، الفرح الجماهيري العفوي الذي رافق عمل الآليات من تركسات وقلابات وجرارات، وهذا خير دليل على المزاج الجماهيري، ورغبة الناس في محاربة الفساد واجتثاثه، ومحاربة من مارسه عامداً متعمداً، والدليل على العمد في الهدر والفساد، إعلان رئيس المجلس السابق عن مناقصة وبالسرعة الكلية لإزالة هذا المربع وبملايين الليرات، بعيد تشييده مباشرة.
والسؤال: لماذا نفذ هذا المشروع بالأساس؟ ولماذا أراد إزالته من خلال مناقصة علنية؟ ما هو المقصود من هذا التصرف؟ وأين يصب؟ في أي خانة؟ فلا يوجد سوى خانتين خانة الوطن، وخانة أعداء الوطن. والوطنية لا يمكن لها أن تتجزأ.
شكراً لأصحاب التركسات والقلابات، شكراً لمدير منطقة البوكمال، الذي كان حريصاً على تواجده في موقع العمل طيلة لياليه، شكراً لمجلس مدينة البوكمال ومكتبه التنفيذي، شكراً لرئيس مجلس المدينة، الذي كان أول المتواجدين، شكراً لكل الشرفاء، فكما نسلط الضوء على ما هو سلبي ومظلم، لا بد أن نسلط الضوء على ما هو إيجابي ومضيء، وذلك صوناً لكرامة الوطن والمواطن، التي هي فوق كل اعتبار.