وادي المشاريع للمسؤولين: «زورونا كل سنة مرة»!
وادي المشاريع وحي الرز، الحيَّان اللذان يبعدان عن مركز المدينة حوالي 7 كم، ويطلان على على مشروع من جهة، وقصر الشعب من جهة أخرى، يفتقدان إلى أبسط الخدمات، ولعل معاناتهما تزداد وتتوضح أكثر، عند افتتاح المدارس، فالحيان مايزالان يعانيان من مشكلة هامة، وهي عدم وجود مدارس لمختلف المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية، مما يسبب حالة شديدة من الإرباك للأهالي ولأولادهم نتيجة المسافات الطويلة التي يقطعونها ذهاباً وإياباً، وما يعترضهم من تقاطعات ومنعطفات خطرة بين البيوت والمدارس، والحل الذي اعتمده بعض الأهالي للحفاظ على أرواح أطفالهم من الحوادث والأخطار، هو نقل الطلاب بواسطة ميكروباصات صغيرة (سرافيس)، كحل مؤقت لا ينطبق على الجميع، لأنه خارج عن إمكانيات البعض من الأهالي، وعدد الطلاب يزداد سنة بعد أخرى وقد يصل إلى أكثر من خمسة آلاف طالب.
أما مجارير الصرف الصحي، فحدث ولا حرج، فإنها أصبحت قديمة ومهترئة، ولعل أعطالها المتكررة اليومية، والتي تؤدي إلى سيول ذات رائحة «بتجنن»، أكبر شاهد على حالها، وهي بالأصل تعود إلى بدايات السكن في الحي، لذلك فإن سياسة الإصلاح لم تعد تجدي نفعاً، بل هي بحاجة إلى تجديد جذري، والأهالي لم يتوانوا يوماً عن المشاركة في أعمال الإصلاح، حتى بالعمل الشعبي.
أما شتاءً، فما أدراك بالعلاقة بين الشتاء و«ووادي المشاريع»، لأن سكانها أصبحوا معروفين في كل دمشق بسبب الطين الأحمر الذي يغطي أحذيتهم بدل «البويا»، وذلك لرداءة الطرقات وكثرة الحفريات، التي تسبب المستنقعات هنا وهناك، وخاصة في الطريق الرئيسي المنخفض أسفل الوادي، وهذا ما يجعل ضرورة تزفيت هذه الطرقات أمراً لا بد منه قبل حلول فصل الشتاء.
إن الاهتمام بالمناطق المهمشة لهو من صلب العملية الوطنية التي تخفف من حدة الاحتقانات الاجتماعية والخلقية، بل حتى تزيد من ثقافة التفاهم والتعاون مع الجهات المختصة في حل الكثير من المشاكل التي يعاني منها المواطن، وفي ذلك أساس لبناء كرامة الإنسان، التي يجب أن تصان، لأن الحياة أثبتت أن المناطق المهمشة، وأحزمة الفقر، حول المدن الكبرى، بحاجة إلى اهتمام أكثر من ذي قبل. وعتب الأهالي شديد على المحافظة، التي لا تزورهم إلا بالمناسبات، فلجنة الحي، المشكلة منذ عدة سنين، والمؤلفة من أشخاص يمثلون مختلف الشرائح السياسية، أو ما معناه أحزاب الجبهة الوطنية التقدمية، قد أصبحوا من الكهولة والتعب بمكان، وقطعوا فيهما شوطاً طويلاً، وهم الآن بحاجة إلى ترميم وتجديد، لأن الحي بحاجة إلى لجنة جديدة للعمل في خدمة الوطن والمواطنين جميعاً.