جرمانا ... أزمة تولّد أزمات
لا يخفى على أحد ما تعانيه مدينة مكتظة سكانياً وضعيفة الخدمات مثل جرمانا من أزمات، ولا سيما الاختناق المروري وتراكم القمامة.
لا يخفى على أحد ما تعانيه مدينة مكتظة سكانياً وضعيفة الخدمات مثل جرمانا من أزمات، ولا سيما الاختناق المروري وتراكم القمامة.
هدأت الأمور قليلاً في جرمانا وصحنايا والسويداء. ويمكن القول إن موجة جديدة من العنف والقتل والاقتتال والفوضى، قد مرّت، رغم أنها تركت وراءها الكثير من الضحايا والخسائر والآلام في جسد شعبٍ لم تشفَ جراحه القديمة بعد.
شهد الأسبوع الماضي توتراً عالياً في كلٍّ من جرمانا وصحنايا وأشرفية صحنايا في ريف دمشق، وفي محافظة السويداء في عدة نقاط منها، بما في ذلك محيط مدينة السويداء وقرية الصورة الكبيرة على طريق دمشق السويداء.
صرح مدير مديرية أمن ريف دمشق المقدم حسام الطحان لـوكالة سانا، بالتوصل إلى اتفاق بشأن مدينة جرمانا بين مندوبين عن الحكومة السورية ووجهاء مدينة جرمانا، مساء اليوم الخميس 1 أيار 2025.
أعلنت محافظة السويداء عبر تصريح رسمي مساء اليوم 30 نيسان 2025:
دخلت قوات الأمن العام مدينة جرمانا بريف دمشق اليوم بعد الاتفاق الذي تم التوصل إليه مساء اليوم الذي يقضي بإعادة تفعيل عمل الناحية.
أزمة المياه في جرمانا ومعاناة الناس معها قديمة ومزمنة، وكأن الناس تنفخُ في قُربةٍ مقطوعة!
والسؤال هنا: إنْ صمَّ المسؤولون السمع عن آلام الناسِ وآهاتهم، فهل يزول الألم؟!
بالنفي تُجيبُ كلُ النفوسِ، فلا تتوقف معاناة الناس حتى ينقطِعَ السبب، أما صمّ السمع وغض النظر ودفن الرأس في التراب كالنعام، فقطعاً لن يغير حالاً من الأحوال!
عذراً يا أصحاب السعادة، فالماء كما يفترض أبسط من أن يكون حق يُطلب، فهو من المسلمات التي لا ريب فيها ولا وجل!
يعاني أهالي مدينة جرمانا والمناطق التابعة لها، مثل شارع الحسن وشارع التوتر والدخانية، من تراكم القمامة منذ ما يزيد عن الأسبوع حتى الآن، وسط أجواء الحر التي تفاقم الوضع أكثر، وتزيد من نتائجه السلبية على حياة القاطنين في تلك المناطق السكنية...
خبر ملفت تم تناقله نهاية الشهر الماضي حول موافقة الحكومة على تخصيص مبلغ مليار ليرة من أجل النظافة في مدينة جرمانا، فقد ورد عبر إحدى الصحف شبه الرسمية بتاريخ 24/6/2019 أن رئيس مجلس مدينة جرمانا «كشف عن وصول موافقة رئاسة الحكومة على مشروع التعاقد بالتراضي لمشروع النظافة في المدينة، وتتضمن الموافقة على تعهيد قطاع النظافة في المدينة لمتعهدين بقيمة إجمالية 990 مليون ليرة سورية سنوياً، مبيناً أنها تتضمن الموافقة على ثلاثة اتفاقات سعرية تمت مع متعهدين».
عانت مدينة جرمانا كما غيرها من المشاكل المرتبطة بالمخططات التنظيمية الخاصة بها، كما توسعت المخالفات فيها، وانتشرت بشكل كبير خلال السنوات الطويلة الماضية، وخاصة خلال سني الحرب والأزمة على إثر استقطابها للكثير من المهجرين والنازحين إليها، والطلب المتزايد على السكن بالمقابل.