ولدت في الأرجنتين، قاتلت في كوبا، وبدأت حياتي كثائر في غواتيمالا «، هذا ما أسماه أرنستو تشي غيفارا دي لا سيرنا بحصيلة سيرة حياته، فمنذ زمن سيمون بوليفار الثائر الشهير كان غيفارا أول رجل يحمل خطة جدية لتوحيد بلدان أمريكا اللاتينية . يعتبر تشي غيفارا من أبرز الشخصيات السياسية والثورية التي عرفها العالم خلال القرن 20، فبعد 44 سنة من اغتياله على يد وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وذلك يوم 9 أكتوبر 1967 بأدغال بوليفيا، مازال تشي غيفارا يحظى بشعبية كبيرة، فصور تشي الحزين والكئيب بنظرته المتوقدة، والبيريه السوداء الشهيرة، الحاملة لنجمة كومندان الثورة الكوبية، شاهدة على سيرة حياة رجل تحول من مقاتل ثوري في غواتيمالا، كوبا، الكونغو، وبوليفيا، إلى رمز للثورة الأممية والتمرد ضد الظلم والإضطهاد اقتداء بقولته الشهيرة : « إنني أحس على وجهي بألم كل صفعة توجه إلى مظلوم في هذه الدنيا، فأينما وجد الظلم فذاك هو وطني « . اعتبر الكثيرون أرنستو تشي غيفارا تجسيدا حيا للعالم الثوري المثالي الذي يبحث عنه الثوريون والمتميز بالنقاء والرومانسية الثوريتين، فقد قال جان بول سارتر في حقه إنه : « أكثر الرجال كمالا في عصره «، كما أن فرانز فانون اعتبر أنه هو : « الرجل الذي جمعت فيه إمكانيات العالم بأكملها «، أما رفيقه في الكفاح في أدغال السييرا مايسترا فيديل كاسترو فقد رأى أن رفيقه : « شكل بمزاياه الشخصية ما نسميه نموذجا للثوري « .