الموصل انتصار دون واشنطن
في سياق الإجهاز على تنظيم «داعش» الإرهابي، واستكمالاً لسلسلة الانهيارات التي تكبدها التنظيم مؤخراً، أعلنت الحكومة العراقية يوم الخميس الماضي 29/6/2017 «نهاية دولة داعش في العراق».
في سياق الإجهاز على تنظيم «داعش» الإرهابي، واستكمالاً لسلسلة الانهيارات التي تكبدها التنظيم مؤخراً، أعلنت الحكومة العراقية يوم الخميس الماضي 29/6/2017 «نهاية دولة داعش في العراق».
في الوقت الذي تشتد فيه المعارك في الجزء الغربي من مدينة الموصل، تزداد الأخبار الواردة عن سقوط أعداد كبيرة من المدنيين بضربات لـ«التحالف الدولي» تستهدف أماكن تواجد مسلحي تنظيم «داعش» الإرهابي، وهو ما تؤكده وسائل إعلام ومنظمات حقوقية مختلفة...
يستكمل الجيش العراقي- بمساندة قوات «التحالف» الذي تقوده الولايات المتحدة- عملياته العسكرية في معركة تحرير الموصل من قبضة تنظيم «داعش» الإرهابي، والتي انطلقت في تشرين أول من العام الماضي، وسط تقدمات واسعة، تلتها موجة من التباطؤ قبل أن تستطيع القوات العراقية السيطرة بالكامل على الجزء الشرقي من المدينة...
الموصل مغلقة من جهاتها الأربعة، وتقارير الأمم المتحدة تحذر بشكل مستمر من كارثة إنسانية، قد تصيب مليون ونصف مواطن عراقي، داخل المدينة المحاصرة، وبالنظر إلى أن الوقت ليس في مصلحة القوات العراقية، يبرز التساؤل حول كيف سيتعامل العراقيون والقوى الدولية والإقليمية مع هذا الاستعصاء؟
تستمر عمليات تحرير الموصل العراقية، بعد إكمال الطوق حول المدينة، والاقتراب من الأحياء الواقعة على أطرافها، وتتوازى العمليات العسكرية مع تحركات سياسية في الداخل العراقي، من شأنها دعم التقدم العسكري، أو حتى عرقلته في ظل اللوحة المعقدة المحيطة بالمعركة.
بعد الأسبوع الخامس على بدء المعركة، استطاعت القوات العراقية تطويق مدينة الموصل بشكل شبه كامل، وقطع طرق الإمداد، بعد عمليات تقدم للقوات المقاتلة معها على الجبهتين الغربية، والشمالية الغربية للمدينة، فإلى أي اتجاه تنحو معركة الموصل؟
أنهت معركة الموصل شهرها الأول، في السابع عشر من تشرين الثاني الحالي، وسط تقدمات عسكرية مهمة للجيش العراقي والقوى المقاتلة معه، خصوصاً في جنوب وشرق المدينة. لكن آراءً كثيرة باتت ترجح أن الآجال الموضوعة لتحرير الموصل نهاية العام الحالي، قد تطول تبعاً لوتيرة التقدم الحالي، باتجاه قلب المدينة.
تنهي معركة الموصل أسبوعها الثالث، بتقدمات ميدانية واسعة في الضواحي، وحذرة أكثر كلما اقتربت القوات العراقية من الأحياء الواقعة ضمن نطاق المدينة، في الوقت الذي يحاول فيه مسلحو تنظيم «داعش» الإرهابي، فتح معارك جانبية لتخفيف الضغط عن المحاور الأساسية المحيطة بالموصل.
لا يمكن فهم أبعاد معركة الموصل، ومآلاتها المفترضة دون الوقوف على جملة وقائع وأحداث سبقت المعركة في الميدان العراقي والإقليمي، والدولي.
يواصل الجيش العراقي والشرطة الاتحادية التقدم باتجاه مدينة الموصل، بإسناد من قوات «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن، وذلك وفق خط بياني بدا متصاعداً بقوة من حيث الإنجاز، ومن ثم انخفض بعد أسبوعين من العمليات التي انطلقت في 17/تشرين الأول الماضي..