الموصل: معركة عراقية.. بعراقيل أمريكية

الموصل: معركة عراقية.. بعراقيل أمريكية

أنهت معركة الموصل شهرها الأول، في السابع عشر من تشرين الثاني الحالي، وسط تقدمات عسكرية مهمة للجيش العراقي والقوى المقاتلة معه، خصوصاً في جنوب وشرق المدينة. لكن آراءً كثيرة باتت ترجح أن الآجال الموضوعة لتحرير الموصل نهاية العام الحالي، قد تطول تبعاً لوتيرة التقدم الحالي، باتجاه قلب المدينة.

 

يعود انخفاض وتيرة الإنجاز العسكري في الموصل، قياساً بالوتيرة التي بدأتها القوات العراقية، إلى أسباب موضوعية ترتبط عملياً بطبيعة المعركة، ومستوى تحصينات مقاتلي «داعش» الإرهابي داخل المدينة، ومن جهة أخرى، بالشكل الذي تقاد فيه العملية من قبل قوات «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن.

ضبابية الدعم الأمريكي

لا شك أن القوات العراقية تبذل قصارى جهدها، لإنجاز المهمة بأقل التكاليف، وفي آجال زمنية مقبولة، لكن المعركة التي تصعب أكثر فأكثر، باتت تقتضي النظر صوب آليات الدعم الأمريكي المعلن للقوات العراقية في المراحل المقبلة.

في الواقع، يمكننا الوصول سريعاً إلى معلومات حول تقدم القوات العراقية على الأرض، حيث أن المسؤولين العسكريين العراقيين، يعلنون يومياً عن تقدمات الجيش والقوات الأمنية. لكن في المقابل، من الصعب جداً الوصول إلى معلومات حول آليات الدعم الجوي للقوات العراقية، وهنا يمكن الإشارة إلى أمرين:

الأول: أن وثيقة مثيرة للانتباه كانت قد نشرتها وكالة «سبوتنيك» الروسية، صادرة عن «ديوان الجند»، التابع لـ«داعش»، ومعلّقة على حائط المقر في إحدى البلدات المحررة من قبضة التنظيم في قضاء الحمدانية جنوب شرق الموصل، ومفادها أنه «يمنع عناصر التنظيم من استهداف أية طائرات في الموصل ومحيطها».

ثانياً: وصل المدير الإقليمي للجنة الصليب الأحمر في الشرق الأوسط، روبرت مارديني- بعد مقارنته بين الوضع الإنساني في حلب، ونظيره في الموصل- إلى استنتاجٍ مفاده أن أزمة الموصل قد تتفاقم لدرجة أسوأ من الوضع الحالي في حلب، رغم إشادة «المنسقة الإنسانية» في العراق، ليز غراندي، مؤخراً بأداء القوات الأمنية التي تخوض معارك تحرير الموصل، مؤكدة بأنها «ملتزمة بمبادئ حقوق الإنسان». فهل يوضع الإسناد الجوي الأمريكي تحت المجهر، كلما اقتربنا من أسوار الموصل؟

«داعش» تحت الطوق

الجبهتان الأكثر نشاطاً في هذه المرحلة، هما الشرقية والغربية من الموصل، والمهم في الجبهة الشرقية هو بدء الدخول إلى أحياء داخل مدينة الموصل، ففي يومي الجمعة السبت 11-12/تشرين الثاني الحالي، استطاعت القوات العراقية من الجيش والشرطة الاتحادية، تحرير حيي القادسية الثانية والبكر، بينما أعلنت خلية الإعلام الحربي أن القوات العراقية حررت يوم الأحد 13/11 مدينة نمرود التاريخية في جنوب شرق الموصل.

أما من الجانب الغربي، فالأهم هو إحكام السيطرة على الطرق الواصلة بين الموصل والرقة، والتي تقوم قوات عديدة بالعمل عليها، وتحديداً العمليات العسكرية في محيط منطقة تلعفر، فاستطاعت هذه القوات السيطرة على مطار تلعفر بعد تحرير قرية تل الرمج 16/11، والهدف المنشود، بحسب المتحدث باسم تنظيم «الحشد الشعبي»، أحمد الأسدي، هو اقتحام مركز تلعفر وتحريره بالكامل.