حسم الموصل: الضرورات الأمريكية تعرقل!

حسم الموصل: الضرورات الأمريكية تعرقل!

بعد الأسبوع الخامس على بدء المعركة، استطاعت القوات العراقية تطويق مدينة الموصل بشكل شبه كامل، وقطع طرق الإمداد، بعد عمليات تقدم للقوات المقاتلة معها على الجبهتين الغربية، والشمالية الغربية للمدينة، فإلى أي اتجاه تنحو معركة الموصل؟

 

يبدو اقتصار التحليل على الجاهزية العسكرية للقوات المهاجمة اجتزاءً لوقائع الأمور، إذ أنه وحتى بالمعنى السياسي فإن الاحتكار الأمريكي للدعم هناك يلعب دوراً يبدو أنه حاسماً في تأجيل الحسم أو تسريعه.

التعطيل الأمريكي: مماطلة تحت الطلب

كلما اقتربت القوات العراقية من أسوار المدينة تصبح المعركة أصعب من الناحية العسكرية، لكن في الوقت عينه، فإن مستوى تجهيز القوات المهاجمة، ومستوى دعمها الجوي واللوجستي وأعدادها الكبيرة، مؤمنة بشكل كامل، أي أن المعركة من الناحية العسكرية تحت السيطرة بانتظار إنجاز المهمة، لكن بالتدقيق في سير المعارك، تبقى هناك حلقات وكأنها موضوعة لضبط مسارات هذه المعارك ومنها: «الجانب الإنساني» مثلاً، ففي هذا الإطار لا توجد خطة واضحة أو معلنة لإجلاء المدنيين من مناطق المعارك، وهو فعلاً بالأمر الصعب لكنه أيضاً ضروري، وحتى الحكومة العراقية لم تجد إلى الآن الآليات المثلى لتحقيق هذا الهدف، وتتصاعد الأصوات في المنظمات الدولية حول الأوضاع المزرية التي وصل إليها مليون مواطن في مدينة الموصل، فهل هذا مقصود؟

من نافل القول أن غرفة العمليات التي يشارك فيها بشكل أساسي الداعم الأمريكي من واجبها النظر ملياً في قضية كهذه، لكن إغفالها أو التقليل من شأنها يدفع للشك بالنوايا الأمريكية اتجاه عملية تحرير الموصل، ذلك بالنظر إلى سجل المماطلة الطويل لها في تحرير الفلوجة وصلاح الدين، إضافة إلى شهادات السكان المتكررة حينها حول الإسناد الجوي لـ«داعش» وطبعاً «عن طريق الخطأ»..!

الخوف من كارثة

إنسانياً، تتواصل المخاوف من وقوع كارثة كبرى في المدينة المحاصرة. وفي هذا الصدد، ذكرت منظمة «الهجرة الدولية» في بيان صادر عنها يوم 15 /تشرين الثاني الحالي، أن أكثر من 56 ألف عراقي أجبروا على النزوح جراء عملية تحرير مدينة الموصل من قبضة تنظيم «داعش».

من جهتها، قالت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن «الوضع الإنساني في الموصل مستمر في التراجع، وأعداد الهاربين من المدينة وضواحيها حسب تقديرات الأمم المتحدة 70 ألف إنسان»، وأضافت أن: «احتياط المواد الغذائية لدى السكان على وشك الانتهاء، طبعاً هنا الحديث يدور عن كارثة إنسانية وشيكة».

معلومات إضافية

العدد رقم:
786
آخر تعديل على السبت, 26 تشرين2/نوفمبر 2016 16:29