تحرير الموصل في مراحله الأخيرة؟
يستكمل الجيش العراقي- بمساندة قوات «التحالف» الذي تقوده الولايات المتحدة- عملياته العسكرية في معركة تحرير الموصل من قبضة تنظيم «داعش» الإرهابي، والتي انطلقت في تشرين أول من العام الماضي، وسط تقدمات واسعة، تلتها موجة من التباطؤ قبل أن تستطيع القوات العراقية السيطرة بالكامل على الجزء الشرقي من المدينة...
المرحلة الثانية من تحرير الموصل، أعلن عنها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، في منتصف شهر شباط الماضي، وهي مرحلة تحرير الجزء الغربي من مسلحي «داعش»، وفعلاً استطاعت القوات العراقية بالتقدم سريعاً على هذه الجبهة، وسط انهيارات كبيرة في صفوف التنظيم الإرهابي...
نحو المرحلة الأخيرة
التقدمات المهمة في الجزء الغربي من المدينة، بدأت باستعادة قاعدة عسكرية عراقية، وقرى واقعة جنوب غرب الموصل، والوصول إلى مطارها بالكامل، وبالتوازي مع هذا التقدم، استطاعت القوات العراقية استعادة معسكر الغزلاني.
بعد ذلك، تقدمت القوات العراقية نحو المدينة وسيطرت على البنك المركزي القريب من حي الداوسة في الموصل، ومتحف الموصل الأثري ومحطة «اليرموك» للكهرباء وهي المحطة الرئيسة التي تزوِّد مدينة الموصل بالكهرباء.
ومؤخراً، أعلنت القوات العراقية في 13/آذار الحالي عن تحرير حي الموصل الجديدة، وقال قائد عمليات «قادمون يا نينوى»، عبد الأمير يارالله: إن «قوات مكافحة الإرهاب حررت حي الموصل الجديدة في الساحل الأيمن من مدينة الموصل».
كما نقلت وكالات أنباء عن قيادة الشرطة الاتحادية: إن القوات العراقية اقتربت 800 متر من مسجد الموصل، ليعاود العبادي في 14/آذار الحالي التأكيد على وصول معركة الموصل إلى مراحلها الأخيرة لتحريرها من قبضة تنظيم «داعش».
وزير الهجرة والمهجرين العراقي، جاسم محمد الجاف، أعلن عن نزوح 100 ألف مواطن عراقي جراء المعارك على الساحل الأيمن «الجزء الغربي» لمدينة الموصل، وكان الوزير في وقت سابق، قد ألقى باللوم على المنظمات التابعة للأمم المتحدة المعنية بشؤون اللاجئين، بحسب بيان صادر عن مكتبه الإعلامي في 4/آذار الجاري، قائلاً: «كنا نأمل أن نلمس دوراً واضحاً وفاعلاً من الأمم المتحدة في عمليات إغاثة وإيواء نازحي الساحل الأيمن للموصل، وبالشكل الذي يتلاءم مع هذه الأعداد الكبيرة من النازحين، وبالسرعة المطلوبة، إلا أن هناك وللأسف تقصيراً واضحاً في عملها».
أزمة إنسانية وأخرى إعلامية
هنا يمكن القول: إن الحكومة العراقية تلقي بالمسؤولية على الأمم المتحدة، وفي ذلك جزء من الحقيقة، لكن الحكومة العراقية في تحضيرها لعملية تحرير الموصل، والتي أخذت أشهراً طويلةً قبل الوصول إلى تخوم المدينة، لم تأخذ هذه المسألة بعين الاعتبار ضمن مخطط عملية التحرير وهو ما وضع النازحين منذ بداية العملية العسكرية ضمن ظروف صعبة، ومن جهة أخرى، فإن التعمية الإعلامية، ونقص المعلومات الواردة من داخل المدينة، من قبل قوات التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، ساهم بشكل كبير في تفاقم الأزمة الإنسانية. وفي هذا السياق، استغربت الناطقة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، من صمت وسائل الإعلام العالمية حول معاناة مدنيي الموصل. وقالت زاخاروفا: «لا تظهر في أهم المؤتمرات الصحفية بالعواصم وفي الصحف الرئيسية وعلى أغلفة المجلات أية صور أو هاشتاغات، أو عناوين لافتةً حول المأساة الإنسانية في الموصل، ولا توجد أية أرقام واقعية أو حقائق أو بيانات حول وضع اللاجئين والنازحين في المخيمات، ولا تخرج أية مظاهرات أمام سفارات دول التحالف»، وأضافت زاخاروفا: «يتجنب الجميع في الفضاء الإعلامي العالمي، الحديث عن مأساة الموصل بأقصى درجات الحذر التي تسمح بها أبعاد الكارثة».
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 802