قتال الموصل: هل ينقلب على التحالف؟
في الوقت الذي تشتد فيه المعارك في الجزء الغربي من مدينة الموصل، تزداد الأخبار الواردة عن سقوط أعداد كبيرة من المدنيين بضربات لـ«التحالف الدولي» تستهدف أماكن تواجد مسلحي تنظيم «داعش» الإرهابي، وهو ما تؤكده وسائل إعلام ومنظمات حقوقية مختلفة...
تبعث الأخبار القادمة من العراق - فيما يخص تقدمات الجيش العراقي- على التفاؤل، واقتراب انتهاء معركة تحرير الموصل، وتؤكد قيادات الجيش العراقي على مراعاة تواجد المدنيين وتحييدهم قدر الإمكان عن مناطق الاشتباك، لكن ما بدا خلال الأسابيع الماضية، هو: أن طائرات «التحالف الدولي» تريد إنهاء معركة الجزء الأكبر من معركة الموصل بأي ثمن، حتى لو كان على حساب المدنيين.
أحداث متكررة!
نقلت وكالة «الأناضول» التركية في 21/آذار سقوط عشرات المدنيين بين قتيل وجريج، بغارة جوية للتحالف الدولي استهدفت سيارةً لـ«داعش» في مدينة الموصل العراقية، وأكد رئيس لجنة حقوق الإنسان في مجلس محافظة نينوى، غزوان حامد الداودي، في حديث للوكالة التركية: استهداف طائرة حربية تابعة للتحالف مركبةً مفخخةً كان يقودها انتحاري مما أدى إلى تدمير عدد من المنازل القريبة المكتظة بالسكان، وسقوط 30 مدنياً ضحايا، بينهم أطفال ونساء.
وقبل ذلك، صرحت مصادر عسكرية: بسقوط حوالي 200 مدني في 17/آذار الحالي، بمنطقة الموصل الجديدة، جراء الضربات الجوية الأمريكية، وهو ما أكده عضو مجلس محافظ نينوى، حسام الدين العبار، في حديثٍ لوكالات أنباء.
ولم يعلن التحالف الدولي حتى الآن، عن أية تفاصيل بشأن الضربات الجوية في حي الموصل الجديدة، في الوقت الذي تتعالى فيه الأصوات المطالبة بضرورة تبني التحالف الغربي جميع الإجراءات اللازمة للحد من وقوع المدنيين تحت القصف.
استحواذ النصر
في هذا السياق، يبدو التحالف الدولي بقيادة واشنطن مصراً على استحواذ الانتصار، وتصدير صورة المحارب الوحيد للإرهاب في العراق، والقادر على إنجاز المهمة رغم تعقيدها، والنتائج المدرجة أعلاه، إضافةً إلى تقارير الأمم المتحدة عن الحالة الإنسانية للنازحين من مناطق النزاع، والتي صرح بشأنها برونو غيدو، ممثل مفوضية اللاجئين في العراق قائلاً: إن «الأسوأ لم يأت بعد.. لأن وجود 400 ألف شخص محاصرين في الحي القديم في حالة الذعر والبؤس قد يؤدي حتماً إلى تفجر الوضع في مكان ما، وفي وقت ما، لنجد أنفسنا أمام تدفق جديد للنازحين على نطاق هائل».
هذا السلوك من قبل التحالف الدولي، يمكن اعتباره تعنتاً اتجاه مسألة تشكيل جبهة إقليمية ودولية منسقة، للعمل في سورية والعراق وغيرها ضد الإرهاب، لأن ذريعة استخدام «داعش» للمدنيين كدروع بشرية، وبالتالي إمكانية سقوط المدنيين، تقتضي تنسيقاً عالياً، وعمليات دقيقةً تحديداً فيما يخص عمليات القصف الجوي وهو ما تتجاهله طائرات التحالف، وإن كان الانتصار قريباً فعلاً بأيدي الجيش العراقي أولاً، إلا أن سقوط المدنيين في الموصل وتكشّف الحقائق فيما بعد، قد يحول جزءاً من مما تعتقده واشنطن إنجازاً، إلى نقمة جديدة على سياسات واشنطن في المنطقة.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 803