الموصل: منافذ «داعش» تضيق
تستمر عمليات تحرير الموصل العراقية، بعد إكمال الطوق حول المدينة، والاقتراب من الأحياء الواقعة على أطرافها، وتتوازى العمليات العسكرية مع تحركات سياسية في الداخل العراقي، من شأنها دعم التقدم العسكري، أو حتى عرقلته في ظل اللوحة المعقدة المحيطة بالمعركة.
الحساسية التي تكتسبها المعركة عراقياً وإقليمياً ودولياً، تجعل من كل تحرك سياسي، مثار صراع يؤثر على سير المعارك، وعليه، فإن مسؤوليات العراقيين هنا تصبح مضاعفة في سبيل إنجاز مهمتهم الراهنة.
سياسيون حول الموصل
من الأحداث البارزة مؤخراً، التصويت في البرلمان العراقي، بأغلبية النواب الحاضرين يوم السبت 26 تشرين الثاني الماضي، على مشروع قانون دمج تنظيم «الحشد الشعبي» بالقوات المسلحة، في الوقت الذي رفض «ائتلاف الوطنية»، التصويت على القانون، معتبراً أنه سيؤدي إلى تقسيم البلاد، فيما انسحب نواب «تحالف القوى الوطنية» من الجلسة.
وفي هذا الصدد، يمكن القول أن مسألة «الحشد الشعبي»، ومشاركته القوات العراقية في عمليات تحرير الموصل، تم استخدامها بشكل واسع سياسياً بين الرافض والمؤيد لهذه المشاركة، وكانت قوات «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن الأكثر اعتراضاً على هذه المشاركة، واستخدمتها كذريعة في أحيان كثيرة لإيقاف إمداد القوات العراقية، في معارك الفلوجة، وصلاح الدين.
وتظهر المسألة مجدداً اليوم، في مجلس النواب العراقي، وسط تباينات في المواقف، لكن في العموم وفيما يخص معركة الموصل، التي تشكل الهدف الأساسي اليوم، فإن ضم القوى المسلحة جميعها في عداد القوات النظامية، هو الأنجع من الناحية العسكرية، ومن جهة أخرى، هو كفيل بإزاحة هذه الورقة من ساحة الاستخدام الإعلامي المستمر، حول الممارسات المشبوهة لأية قوى غير نظامية في العمليات العسكرية، لكن على المقلب الآخر، فإن استمرار التعنت في الوصول إلى توافق وطني حيال هذه القضية، قد يحولها إلى فتيل نزاع جديد يضاف إلى كتلة المشاكل التي تعانيها القوى السياسية العراقية، وهو ما بدا حتى الآن كأصداء لمشروع القرار.
تطويق وتنسيق
ميدانياً، حرر الجيش العراقي مناطق «الأمن»، و«شقق الخضراء»، و«الكرامة»، شرقي الموصل، فيما تتواصل العمليات العسكرية، في أحياء «الانتصار»، و«جديدة المفتي»، و«السلام»، و«فلسطين»، وهذا في الأجزاء الأقرب إلى الموصل.
أما على صعيد إحكام الطوق حول المدينة، فتستمر عمليات السيطرة على «تلعفر»، بعد الوصول إلى مطارها، وهي المهمة التي تبدو شبه منجزة وسط الانسحابات التي يقوم بها التنظيم باتجاه مدينة الموصل.
وكان من اللافت مؤخراً، تأكيد مسؤولين عراقيين وأمريكيين على أن قادة «الحشد الشعبي» و«البيشمركة»، قد اتفقوا على تنسيق تحركاتهم بعد عزل الموصل، وهو ما يعني إمكانية تسريع إغلاق المنافذ أمام مقاتلي «داعش»، من الجهتين الغربية، والشمالية الغربية للمدينة.
رغم أن معركة الموصل وحدت العراقيين ضد الإرهاب، إلا أنه ينبغي الحذر من محاولات أمريكية – وقوى عراقية، إلى تحويل التقدم في الموصل، إلى أداة لتوسيع الفالق الطائفي والقومي، في إطار سعي النخب الطائفية والقومية إلى تعزيز مواقعها بأي ثمن كان، والاستثمار في تضحيات الشعب العراقي ضد الارهاب.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 787