عن الكلمة الضائعة والنص والجمهور
«كم هي غريبة حياة ذلك الشقي.. فالتي أحبها تحب ابن عمه الذي يحب فتاة أحبت الشقي.. وبعد شبكة معقدة من تراشق الرصاص وهدر الدماء.. مات الشقي كومبارساً... وعاش ابن عمه بطلاً في مسرحٍ جمهوره نائم».
«كم هي غريبة حياة ذلك الشقي.. فالتي أحبها تحب ابن عمه الذي يحب فتاة أحبت الشقي.. وبعد شبكة معقدة من تراشق الرصاص وهدر الدماء.. مات الشقي كومبارساً... وعاش ابن عمه بطلاً في مسرحٍ جمهوره نائم».
يدعونا ما قدمته فرقة «ليش» للمسرح الحركي في المركز الثقافي الفرنسي مؤخراً إلى مناقشة مسألة المسرح الحركي برمته، والعرض الذي قُدم على وجه التخصيص.
فلا بد من الإقرار أولاً أن نقد هذه الأعمال من المهمات الشاقة، ذلك أن الكتابة في نقد عمل ما يحتاج إلى دراية جيدة بأسس بناء هذا العمل، والتقنيات الرئيسية المتبعة فيه. ويحتاج إلى ذخيرة مشاهدة لكم كبير من هذا النوع من الأعمال. لكن ذلك لا يمنعني أن أشاهد بعين فاحصة، وأن أتابع مشروع الفرقة منذ العرض الأول لها «بعد كل هـ الوقت». وبناء على ذلك كله، لن تكون كتابتي عن الموضوع كتابة احترافية تحليلية، ولكنها، ستكون علمية قدر الإمكان.
- أعتقد أن فرقة ليش (وأفرادها متغيرون دائماً، ما عدا رئيسة الفرقة نورا مراد) تستغل عدم دراية الجمهور بهذا النوع من الأعمال المسرحية، وبالتالي تحاول تقديم عرض مبهر، يعمى شكله الجديد على جمهورنا عن رداءته.
مع أن خيره ماقل ودلً، غير أنه، (ونعني) العنف والعنف المضاد، لايحتمل الكلام القليل، ذلك أنه كثير وكثير وكثير، حتى ليمكن أن يكون أكثر طولاً من التاريخ المقروء نفسه، بما فيه ذلك المكتوب على بوابات المغاور على شكل ضباع وغزلان، والعنف والعنف المضاد، ليس كما يحلو أن نراه مجرد أكياس رمل يقبع وراءها مموهون قاتلون، فوراء كواليس المسرح، وفي البيان الثقافي، وتحت القصائد التي يكتبها شعراء مخضرمون طالما اختبأ العنف حتى يكاد أن يخجل «المارينز» لو علموا به وكف «الغوستابو» أن يكون عنيفاً بالقياس مع عنف المثقفين، وللحصر بعد التعميم، فمن يعرف كواليس النخب الثقافية في بلادنا بوسعه إدراك ذاك العنف الواصل إلى حدود الإرهاب، ومرة أخرى، بما يفوق الإرهاب الذي يحلو للمثقفين الحديث عنه بدءاً من مجالس نميمتهم، وصولا إلى كتابهم المقروء.. وغيض من فيض بوسعنا تثبيته في هذا الكلام الذي يأتي فوق التوقيع:
مسرح الرهان
عن مسرحية الحصان للكاتب يوليوس هاي تقدم المخرجة نائلة الأطرش عرضها الجديد المعنون بـ «الرهان» على خشبة تجمع مسرح سامه، وهو مسرحية كوميدية تعتمد المبالغة التهكمية الساخرة عبر المبالغة، وهو العرض الأول لها بعد تركها للمعهد العالي للفنون المسرحية، أما النص فهو تصور في خيال الكاتب لأحداث مفترضة تحدث في القرن الأول ميلادي، مع الإمبراطور كاليغولا في حانات قصور وشوارع روما. والعرض هو رهان من نوع آخر بالنسبة للمخرجة الأطرش بعد تردي واقع الكوميديا في سورية وارتباطها بمجموعة من المفاهيم الخاطئة المرتبطة بالتهريج والتهريج فقط.
سينوغرافيا العرض لنعمان جود، وصلحي الوادي مشرفاً موسيقياً، يشارك في هذا العرض 18 ممثلاً نذكر منهم، قصي الخولي، باسل خياط أندريه سكاف، محمد حداقي، ميسون أبو أسعد، محمد خير الجراح، هيمى اسماعيل، كميل أبو صعب، ناندة محمد، وائل رفاعي كفاح الخوص، علاء الزعبي. وبسام داود ممثلاً ومساعداً للإخراج. ويسبق المسرحية معرض للفنانين أدهم ونعيم إسماعيل.
أعلن الاتحاد العام لنقابات العمال أن المهرجان المسرحي العمالي المركزي العشرين سيقام بين يومي 6و17 من الشهر الجاري عدا يومي الجمعة والسبت.
لم تتسع القاعة الصغيرة التي احتضنت مسرحية «لعبة الأحلام»لجميع الراغبين في حضور العرض الأول، 19 طفلاً مثلوا أدوارهم ببراعة، وكان مولد المسرح المحلي في الجولان في الثامن من تموز 2004، إن ما حدث اليوم جاء نتيجة وتكاتفا لعمـــل كثير من الأشخاص مع 19 طفلاً أدهشوا الحضور بعملهم المتماسك.
مجموعة من الأطفال يفصح كل منهم عن أحلامه للآخر، حتى تأتي مجموعة من الأشرار تحاول أن تقمع فيهم الحلم، بحجة أن الحلم يؤدي إلى الكوارث. لكن مجموعة الحالمين لم ترضخ لهذا القمع، وراحت تفعل ما بوسعها من أجل أن تهزم الأشرار، وتنجح بذلك في النهاية. لعبة الأحلام هو خطوة لتأسيس مسرح حقيقي في جولاننا الحبيب.
بعد عرضي همام حوت في دمشق خلال السنوات الثلاث الأخيرة «طاب الموت يا عرب» و«ضد الحكومة» هاهو في دمشق يقدم عرضه الثالث «ليلة سقوط بغداد» وبالرغم من أن للمهندس 15 عرضاً مسرحياً تقريباً قبل «طاب الموت يا عرب» إلاّ أنه لم يدخل إلى دمشق إلاّ مع هذا العرض، قادماً من حلب في تحول دراماتيكي في جماهيرية عروضه، بضوء أخضر دخل دمشق من أوسع أبوابها، مع حضور جماهيري كثيف، مدعوماًُ من العديد من الجهات المعروفة أول الأمر، ليستمر هذا الحضور الجماهيري حتى عرضه الأخير «ليلة سقوط بغداد»، ويصطف بقوة بجانب عروض المسرح التجاري في دمشق في عرض يطلق عليه في كل سنة «رسالة عشق يبثها إلى الوطن».
بدأ في العشرين من شهر شباط الحالي في المركز الثقافي الفرنسي وللسنة الثالثة على التوالي المهرجان الدولي للحكايات وسيستمر لغاية السابع من آذار، وبدا غياب أي مشاركة سورية داخل هذا المهرجان لهذا العام واضحاً، حيث سيقدم المهرجان عدة أمسيات في دمشق وحلب واللاذقية بمشاركة عدد من الرواة الذين استطاعوا أن يحصدوا رصيداً شعبياً كبيراً هم:
في بيروت وفي مسرح المدينة تحديداً ألقى الشاعر أدونيس محاضرة بعنوان «بيروت اليوم أهي حقاً مدينة أم مجرد اسم تاريخي»، حملت في طياتها موقفاً سلبياً من بيروت المدينة، ومن مثقفي وأهل بيروت.
عند زيارة أي من العروض الأوربية الجيدة لأحد المسارح السورية، تترك هذه العروض أثراً كبيراً على الساحة المسرحية السورية، يتجلى في بعض الأحيان بإعادة فتح ملفات مسرحية قديمة لم تغلق أصلاً، أو فتح نقاشات أكثر سخونة أحياناً تتعلق في مدى فهمنا للمسرح.