كارثة مرض الجلد العقدي والاستهتار الرسمي
ما زالت نتائج وآثار وتداعيات انتشار مرض الجلد العقدي عند الأبقار في منطقة الغاب تفعل فعلها، حاصدة المزيد من أعداد الأبقار النافقة مع ما يعنيه ذلك من خسائر كبيرة محققة يتكبدها المرّبون.
ما زالت نتائج وآثار وتداعيات انتشار مرض الجلد العقدي عند الأبقار في منطقة الغاب تفعل فعلها، حاصدة المزيد من أعداد الأبقار النافقة مع ما يعنيه ذلك من خسائر كبيرة محققة يتكبدها المرّبون.
يعتبر محصول القطن من أهم المحاصيل الاستراتيجية في سورية ويأتي في المرتية الثانية بعد البترول في تأمين القطع الأجنبي وله أهمية اجتماعية لا تقل عن الأهمية الاقتصادية حيث يعمل بزراعة المحصول وتسويقه وحلجه وصناعة الغزول والنسيج والزيوت ما يقارب 30% من العمالة السورية، وحتى مواشي المربين تستفيد من رعي بقايا المحصول في نهاية الموسم، كما يمكن استخدامه حطباً للتدفئة. إذن، فآلاف العائلات في سورية ترتبط مصلحتها بزراعة هذا المحصول الهام.
أسفل الجبال الساحلية تقع قرية شطحة التي تتبع إدارياً لسهول الغاب الجميلة والمنسية في الوقت ذاته، وفوق تلك القرية وعلى مساحة آلاف من الدونمات تمتد غابات كثيفة من الصنوبر وشجيرات السنديان العالية وشجر الأرز المعمر، التي يعود عمرها لمئات السنين، مشكلة بذلك لوحات طبيعة عذراء تسمع منها موسيقا روحية تعزفها المياه المتناثرة من ينابيع البقروق وشطحة الفوقا والخفسة ونبع الوادي،
إن ما يجري من رفع الدعم عن الزراعة يهدف إلى تدميرها، والتخلص من مقومات منعة الوطن ومتانة وحدته الداخلية. إنه انقلابٌ على الإنجازات والمكاسب التي تحققت عبر عقود طويلة، وتحقيقٌ لمآرب القلة التي أثرت على حساب لقمة عيش المواطنين، هي خطوة هدامة من مسيرة الليبرالية الجديدة المنفلتة من أية ضوابط إلا الربح الفاحش على حساب أمن وأمان الوطن والمواطنين عن طريق تجويع الشعب وتشريد الفلاحين، هي عملية قوننة للنهب والتحكم والفساد،
بعد دمج مؤسسة استثمار الغاب مع مديرية الزراعة في الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب، بقي التباين والتمييز قائماً بين عمال المؤسستين المندمجتين في جوانب شتى، منها على سبيل المثال لا الحصر الوصفة الطبية الشهرية وطبيعة العمل, فبعض العمال لا يتقاضون تعويضاً عن طبيعة العمل رغم ظروف عملهم التي تتطلب بذل جهد مضاعف في ظروف استثنائية، كالمراقبين البيطريين والمراقبين الزراعيين، فعمل هؤلاء الميداني أشد صعوبة مما يقوم به زملاؤهم في المكاتب المكيفة.
أنهت اللجان المحلية عملها بترشيح أسماء المواطنين للتخصيص بالمقاسم المتبقية في القرى النموذجية التي لم يتم توزيعها بعد، وقد اتسم عمل هذه اللجان بالتكتم والسرية، ورافقها تلاعب وتفضيل من لايستحق التخصص بمقسم على المستحقين فعلاً.
لا يعود السبب بحدوث الهزات التي تزلزل الأرض تحت الأبنية المحاذية للشوارع الرئيسية في منطقة الغاب إلى النشاط البركاني الذي يغلي بقلوب الأهالي المتوجسين من سقوط أسقف وجدران المنازل على رؤوسهم بأية لحظة، وكذلك ليس سببها الحركات التكتونية، ولا إلى كون منطقة الغاب حفرة انهدامية غطتها الترسبات والترب اللحقية المصاحبة لفيضان نهر العاصي قبل إعدامه بقرار رسمي.. تلك الترسبات المتراكمة عبر آلاف السنين، والتي كانت سبباً في تميزها كأخصب الترب العالمية الصالحة للزراعة فقط!! بل إن السبب الحقيقي لهذه الهزات يكمن بالتراكم التاريخي للأخطاء الكبيرة بسبب العشوائية وانعدام التخطيط والفساد الإداري وقلة العناية بهذه المنطقة التي يسكنها عشرات الآلاف من السكان، ما نتج عنها اهتزاز البيوت فيها لمجرد مرور الشاحنات الضخمة بجوارها (أربعين متراً قريباً منها)..
يعاني فلاحو ومزارعو منطقة الغاب، كغيرهم من العاملين بالقطاع الزراعي في بقية المناطق السورية، من ارتفاع تكاليف الإنتاج، وخاصة خلال فترة الحرب والأزمة.
يبقى التعاطي الحكومي مع مشكلة تزايد الطلب على المازوت قاصراً، كونه يتعامل معها من زاوية ضيقة لا تتجاوز في أحسن الأحوال كيفية توفير هذه السلعة ومحاولة المحافظة على استقرار أسعارها، بينما من الرشيد التفكير العميق بحل المشكلة بشكل جذري ومديد عبر البحث عن طاقة بديلة تحل محل «المازوت»، الذي أثبتت التجارب السابقة أنه سيبقى مشكلة مزمنة طالما يجري الاعتماد عليه بصورة كبيرة في النقل والإنتاج الصناعي والتدفئة والري...إلخ.
بعد عشرات السنين من المطالبة والانتظار والتلكؤ، يجري حالياً تنفيذ مرحلة أولى من شبكة الصرف الصحي في قرية «الرصيف» في منطقة الغاب - محافظة حماة، وهذا الجزء من الشبكة يخدّم ثلث منازل القرية فقط.