قرية «الرصيف».. وأحلام الصرف الصحي
بعد عشرات السنين من المطالبة والانتظار والتلكؤ، يجري حالياً تنفيذ مرحلة أولى من شبكة الصرف الصحي في قرية «الرصيف» في منطقة الغاب - محافظة حماة، وهذا الجزء من الشبكة يخدّم ثلث منازل القرية فقط.
وتقدر كلفة هذه المرحلة بأكثر من مليون وثمانمائة ألف ل.س، وهذه الأموال، مضافاً إليها مئات الآلاف من الليرات التي ينفقها الأهالي على شبكات الصرف المنزلية سوف تهدر بسبب سوء التخطيط والتنفيذ.
فحفريات المشروع الذي طال انتظاره تجري في شارع رئيسي، مزدحم ووحيد يقوم مقام الأوتستراد، رغم أنه طريق ضيق، وعند مرور شاحنة صغيرة تهتز المنازل المجاورة له، فكيف ستقاوم هذه القساطل البيتونية وتصمد وتتحمل مرور الشاحنات الثقيلة عليها، إذا أخذنا بعين الاعتبار أن معظم هذه الشاحنات يزيد وزنها عن 80 طن؟
وإذا علمنا، من جهة أخرى، أن القساطل الممدة وضعت كيفما اتفق مخالفة الشروط الفنية، فعندئذ ندرك أي مستقبل بائس ينتظرها!
ثمة ما هو متعارف عليه في مثل هذه المشاريع، فعندما تصادف خطوط الصرف الصحي المياه الجوفية، يتطلب الأمر ضخ هذه المياه أولاً، لئلا تتسبب لاحقاً بخفوسات، وهذا ما لم يحصل. إضافة لذلك، كان من المفترض أن يتم فرش الحفر المخصصة بطبقة من التربة الناعمة ومن ثم القيام بدحلها جيداً حتى تستقر التربة الحاملة لهذه القساطل، وهذا أيضاً لم يتم بالصورة المطلوبة. أما بالنسبة للمؤونة الأسمنتية فبدل أن تكون عند نقاط الوصل (الحلقة) 15 سم، يجري الاكتفاء بتكحيلها أو دهنها بالأسمنت، وعند الردم ترى الحجارة الكبيرة تتساقط فوق القساطل التي سرعان ما ستكسر عند تلقيها أول حمولة ضاغطة.
وفيما يتعلق بغرف التفتيش، فيصل ارتفاع بعضها إلى أكثر من مترين ونصف المتر، وهي ليست مسلحة بالحديد، وإن كان العقد يعفي الجهة المنفذة من التسليح، فهل يعفي الجهة الدارسة أن تأخذ بالاعتبار طبيعة التربة الرخوة والجهود الثقيلة التي يتعرض لها الطريق جراء مرور الآليات الثقيلة عليه؟
في ظل هذه المخالفات التي ترتكب، تسري إشاعة مصدرها البلدية أن المشروع خاسر، وأن الخسارة كبيرة، وذلك لكسب التعاطف وغض النظر عن المخالفات الجارية.
والصحيح أن هذا المشروع هو الأول في هذه القرية، وبعض الفاسدين يعتبرها فرصة ذهبية للكسب السريع وعليه اغتنامها، تبعاً لمقولة: إن الحياة فرص!
يذكر أنه جرت مماطلة من المكتب الفني في البلدية عندما قمنا - في قاسيون - بمحاولة أولى للاطلاع على الشروط الفنية للمشروع، وفي المرة الثانية أطلعونا على الدراسة, وعند المقارنة السريعة تبين أن التنفيذ لا يتطابق مع الشروط الفنية، وأن الواقع لا يتفق مع الدراسة.
هذا المشروع بصيغته الحالية، تخطيطاً وتنفيذاً، فاشل! ويراهن الناس على أنهم لن ينتظروا طويلاً حتى يروا معالم هذا الفشل بشكل جلي، فنرجو من الجهات الوصائية العمل على تقصي الحقائق ومعالجة الخلل قبل فوات الأوان..
■ يامن طوبر